أيا كان الفائز بين ترامب وهاريس.. أمريكا على موعد مع نظام جديد

من المرجح أن ترسخ الانتخابات لنظام جديد في أمريكا، خاصة في الاقتصاد والسياسة الخارجية، أيا كان الفائز بين دونالد ترامب وكاملا هاريس.

هذا الاستنتاج قدمه الكاتب الأمريكي مايكل هيرش في تحليل نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، معتبرا أنه أحد الاستنتاجات التي يمكننا استخلاصها من تشريح مبكر للسباق بعد انسحاب الرئيس جو بايدن وترشح نائبته كامالا هاريس ممثلة للحزب الديمقراطي، وأيضا من خلال تحليل النفوذ الدائم للرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب.

ووفق الكاتب، غيرت الولاية الواحدة لكل من ترامب وبايدن الحزبين الديمقراطي والجمهوري بشكل كبير؛ فمن الناحية الخطابية، سعى بايدن وهاريس إلى التمييز بين المعسكر الديمقراطي ومعسكر ترامب إلا أنهما تكيفا أيضا مع أجزاء كبيرة من برنامجه الشعبوي.

وبغض النظر عمن سيصبح رئيسًا، فإن العقيدة الأمريكية ستنطوي على مزيج من الحماية الجديدة والعزلة شبه الكاملة، حيث يتبنى كلا الحزبين السياسة الصناعية وقبول التعريفات الجمركية كأداة تجارية، ولو بدرجات متفاوتة من ناحية. 

ومن ناحية أخرى، يرى الجانبان أن الولايات المتحدة يمكن أن تظل متورطة مع حلفائها في الخارج، لكن من دون نشر واسع النطاق للقوات الأمريكية.

وفي كتابه الصادر عام 2022 بعنوان "صعود وسقوط النظام النيوليبرالي"، وثق المؤرخ جاري جيرستل ما قال إنه الضربة النهائية التي وجهتها رئاسة ترامب للإجماع النيوليبرالي (أي التجارة الحرة) في فترة ما بعد الحرب الباردة.

ويمثل النظام الاقتصادي الدولي الجديد القائم على التجارة المفتوحة والمقيدة في آن واحد، وسلاسل التوريد "الداخلية" المتزايدة، نظاما جديدا يخلف عصر الليبرالية الجديدة والعولمة غير المقيدة.

وهذه الروح الجديدة التي تحمل شعار "صنع في أمريكا" هي العقيدة التقليدية لكلا الحزبين السياسيين.

وفي الجغرافيا السياسية، كان الانسحاب السريع لبايدن من أفغانستان في عام 2021 والقائم على اتفاق ترامب التفاوضي مع حركة طالبان الذي توج عقدين كارثيين من الانتشار الأمريكي في الخارج، بمثابة توجه جديد من المرجح أن يستمر لفترة طويلة ليحدد سياسات واشنطن في الخارج.

ووفقا لنصيحة العديد من كبار مستشاري ترامب وأيضا نصيحة كبار مستشاري الأمن القومي لهاريس، فإن الولايات المتحدة ستظل منخرطة في الخارج لكن بحذر شديد.