لماذا يرفع الشذوذ الجنسي بين الرجال خطر الإصابة بجدري القرود؟ (خاص)

قلل خبير في المناعة بجامعة أكسفورد من خطورة تسجيل بريطانيا أول انتقال محلي لجدري القرود، خارج القارة الأفريقية.

وقال د. أحمد سالمان، مدرس علم المناعة وتطوير اللقاحات بمعهد "إدوارد جينر" بالجامعة لـ"العين الإخبارية"، إنه لم يتم اكتشاف طريقة جديدة لانتقال الفيروس أو عائل جديد له، حتى يكون هناك أسباب منطقية للقلق.

وأوضح سالمان أن انتقال الفيروس من شخص إلى آخر يحدث بسبب السوائل الجسدية، ولا تزال 90 في المائة من الإصابات يتم تسجيلها بين الرجال الذين يمارسون الشذوذ الجنسي.

وأضاف: "العلاقات الجنسية بشكل عام يمكن أن تتسبب في انتقال الفيروس من شخص لآخر، لكنها تزيد عندما تكون العلاقة شاذة بين الرجال، وذلك لأسباب بيولوجية تتعلق بأن الممارسات الجنسية بين الرجال تتم بواسطة أعضاء تجعل امتصاص السوائل الجسدية وانتقالها من شخص لآخر أسهل وأيسر. بينما في العلاقات الطبيعية، فإن الأعضاء التناسلية عند المرأة هي أعضاء تكاثر، وليست مخصصة لامتصاص السوائل".

ولأن أغلب الإصابات تكون بين فئة الرجال الذين يمارسون الشذوذ الجنسي، فلا تزال فرص انتقال الفيروس وانتشاره محدودة، كما أنه لم يتم رصد أي تحور فيه يجعل انتشاره أسرع، كما يؤكد سالمان.

وقال إن الاهتمام بأول انتقال محلي للفيروس هو فقط للفت الانتباه والتحذير؛ فالحديث عن انتقاله بين حالتين داخل بريطانيا كانتا على تواصل مع شخص عائد من أفريقيا ليس سببًا يدعو للقلق والخوف.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، عن حالتي إصابة بالسلالة "clade 1b" تم اكتشافهما في المملكة المتحدة. وقالت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة إن الحالتين الجديدتين كانتا من مخالطي حالة تم تحديدها الأسبوع الماضي في بريطانيا، مما يمثل أول انتقال محلي للفيروس وأول انتقال خارج أفريقيا.

والحالة الأصلية التي نقلت الفيروس للحالتين الجديدتين سافرت إلى عدة دول أفريقية لقضاء عطلة وعادت إلى المملكة المتحدة في 21 أكتوبر/ تشرين الأول، وأظهر المريض أعراضا تشبه أعراض الأنفلونزا بعد أكثر من 24 ساعة، وفي 24 أكتوبر/ تشرين الأول بدأ في تطوير طفح جلدي تفاقم في الأيام التالية.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن هذا التطور الأخير، يعني أن الدول الأوروبية يجب أن تكون مستعدة لـ"إجراء سريع" لاحتواء أحدث سلالة لجدري القرود، والتي تنتشر من خلال الاتصال الجسدي الوثيق بما في ذلك العلاقات الجنسية ومشاركة الأماكن المغلقة.