«من نفايات إلى فن».. COP29 يحتفي بالإبداع المستدام

على مر التاريخ، ظلت العلاقة بين الفن والطبيعة عميقة ومتشابكة، ولطالما وجد العديد من الفنانين الإلهام في الطبيعة، حيث تجسد جمالها المهيب في أعمالهم الفنية.

وتم إعادة تعريف الأساليب الجديدة والأكثر ابتكارا لموضوع الطبيعة في الفن خلال القرن العشرين من خلال ظهور الفن المستدام، والذي حظي باهتمام كبير في السنوات الأخيرة، مما يعكس الوعي المتزايد بالقضايا البيئية والدور في زيادة مشاركة المجتمع والممارسات المستدامة.

الفن المستدام

وبحسب وكالة "آذر نيوز" الأذربيجانية، فإن الفن المستدام هو ممارسة إبداعية لصنع أعمال فنية غير ضارة بالبيئة، ويهدف إلى زيادة الوعي بشأن تغير المناخ والقضايا البيئية الأخرى.

ومن التركيبات إلى المنحوتات، يغطي هذا الشكل الفني مجموعة واسعة من التعبيرات الفنية، ويمكن أن تشمل بعض أنواع الفن المستدام الفن المفاهيمي والبيئي والأرضي والفن المعاد تدويره وما إلى ذلك.

والفن المفاهيمي هو نوع من الفن حيث تكون الفكرة أو المفهوم وراء العمل أكثر أهمية من القطعة الفنية المادية الفعلية.

في حين أن الفن البيئي هو الفن الذي يتم إنشاؤه باستخدام مواد وعمليات صديقة للبيئة، وتشمل بعض أكثر مواد الفن الصديقة للبيئة الورق المعاد تدويره والخشب المستصلح والأصباغ الطبيعية والألياف العضوية.

ويشير فن الأرض إلى المناطق والمساحات الطبيعية، بما في ذلك الغابات والجبال والحقول، وتكون المواد المستخدمة غالبًا في هذا اللون الفني، مواد الأرض، بما في ذلك التربة والصخور والنباتات وما إلى ذلك.

والفن المعاد تدويره هو ممارسة إعادة استخدام النفايات القابلة لإعادة التدوير من أجل تحويلها من شيء غير مرغوب فيه إلى قطعة فنية جميلة، ويقلل الفن المعاد تدويره من النفايات ويُظهر كيف يمكن إعادة استخدام العناصر اليومية.

تسلط كل هذه المفاهيم معًا الضوء على الإبداع والاستدامة والارتباط بالبيئة.

وخلال فعاليات مؤتمر الأطراف للمناخ COP29، أعيد افتتاح معرض فني يقدم ألوان الفن المستدام السابق ذكرها، هذا المعرض يحمل عنوان "من نفايات إلى فن"، ويحتضن مجموعة أعمال فنية استخدم في صناعتها مواد معاد تدويرها.

ووفق ما ذكرته الوكالة، فقد تحول الفن المستدام إلى أداة قوية في مكافحة تغير المناخ في أذربيجان.

ومن الأمثلة البارزة على ذلك المعرض الدولي "من النفايات إلى الفن"، الذي أحدث تأثيرًا كبيرًا على المشهد الفني في البلاد.

ومنذ عام 2012، يقام المعرض الدولي "من النفايات إلى الفن" في ساحة جالا في باكو.

خلال هذه السنوات، قدم ما يصل إلى 200 مبدع من 46 دولة في العالم، بما في ذلك أذربيجان، أعمالهم الرائعة للجمهور عبر هذا المعرض الذي يعاد فتح أبوابه للجمهور خلال شهر انعقاد مؤتمر COP29 في العاصمة الأذربيجانية.

ونشرت الوكالة، لقطات لأبرز الأعمال الفنية المشاركة في المعرض الآن، وسلطت الضوء على القيمة الفنية للأعمال المصنوعة بشكل أساسي من النفايات المنزلية، وتكمن في أنها توضح أن الفن قادر على معالجة و"هضم" حتى النفايات.

ويسلط هذا المشروع الفريد الضوء على المشاكل البيئية التي تعاني منها المدن الكبرى، ولتحقيق هذا الهدف، يكشف كل مثال من أمثلة القوة التحويلية الرائعة والمذهلة للقطع الفنية عن أسرار الجمال الخفي الذي لا يُرى للوهلة الأولى.

وخلال افتتاحه بشهر COP29، جمع معرض "من النفايات إلى الفن" 12 فنانًا أجنبيًا و18 فنانًا محليًا، تمت دعوتهم من 9 دول.

وتم تنظيم حدث افتتاح المعرض بمبادرة من مؤسسة حيدر علييف، واتحاد IDEA العام، ومحمية "إيشيري شهر" التاريخية المعمارية الحكومية، وQGallery.

وأنشأ الفنانون أعمالًا فنية مصنوعة من النفايات والأشياء غير الضرورية تحت عنوان "الإبداع من أجل السلام".

ويعرض متحف "من النفايات إلى الفن"، الذي تم إنشاؤه على أراضي محمية غالا التاريخية الإثنوغرافية الحكومية بمبادرة من مؤسسة حيدر علييف، قطعًا فنية لافتة للنظر للعرض في المعرض.