من الشاشة إلى الحكومة الأمريكية.. تأثير محمد أوز يضعه في منصب صحي رفيع

أصدر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قرارا بتعيين الجراح محمد أوز، المعروف ببرنامجه التلفزيوني "عرض الدكتور أوز"، في منصب رئيسي في قطاع الرعاية الصحية في الولايات المتحدة، حيث أسند إليه إدارة البرنامج الوطني للتأمين الصحي العام.

وبينما أثار القرار تحفظات البعض، وصفه آخرون بأنه يستند إلى تأثيره المعروف على أفكار المجتمع الأمريكي، وهو ما تدعمه دراسة حديثة، تناولت كيف استطاع تغيير أفكار المجتمع ازاء اللقاحات، بعد أن كان التوجه المسيطر على العقول هو استخدام العلاجات الطبيعية.

وينفق الأمريكيون أكثر من 30 مليار دولار سنويا على العلاجات الطبيعية مثل المكملات الغذائية وبرامج إزالة السموم، إما لاستبدال أو تعزيز الرعاية الطبية التقليدية.

ويقود هذا الاتجاه وسائل الإعلام الصحية البديلة، وهي شبكة من المصادر التي تشمل البرامج التلفزيونية والإذاعية المتخصصة في الصحة، والمواقع الإلكترونية، وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي.

لكن، هل يمكن أن يؤثر التعرض لمثل هذه الوسائط على معتقدات الناس حول قضايا صحية حاسمة مثل التطعيم؟ تشير دراسة جديدة أُجريت من قبل باحثين من مركز أنينبرغ للسياسات العامة بجامعة بنسلفانيا إلى أن ذلك ممكن.

ووجدت الدراسة المنشورة في دورية "جورنال أوف كومينيكيشن"، أنه يكفي تبني الدكتور أوز للقاحات ليحدث تغييرا إيجابيا، وهو ما تم رصده، فبعد تأييد الدكتور محمد أوز للقاح (إم إم أر)، الخاص بالحصبة والنكاف والحصبة الألمانية في حلقة مارس 2019 من برنامجه "عرض الدكتور أوز"، اعتبر عدد كبير من متابعيه أن لقاح (إم إم أر) ولقاح الإنفلونزا منخفضي المخاطر، مقارنة بما كانوا يعتقدونه قبل تصريحاته.

وكتب الباحثون: "وجدنا أنه في فترة تزامنت مع تغيير موقف الدكتور أوز بشأن لقاح (إم إم أر)، أصبح متابعوه الذين كانوا الأقل إلماما بمعلومات عن اللقاحات أكثر تقبلاً للتوافق العلمي بشأن سلامة اللقاحات الذي دافع عنه".

حدثت موافقة الدكتور أوز على لقاح (إم إم أر) في خضم تفشي مرض الحصبة في الولايات المتحدة عام 2019، وهو الأكبر منذ ربع قرن، وبعد عام من تفشي إنفلونزا سيئة، في وقت كان فيه مركز أنينبرغ يجري مسحا وطنيا لست موجات حول كيفية اتخاذ الناس لقراراتهم بشأن اللقاحات.

ويقول دومينيك ستيكولا، المؤلف الرئيسي للدراسة: "يبدو أن تأييد الدكتور أوز كان له تأثير مقنع".

وأضاف: "لقد كنا نتابع نفس المجموعة من الأشخاص بمرور الوقت ووجدنا أنهم غيروا آراءهم، ليس فقط حول لقاح (إم إم أر)، ولكن أيضا حول لقاح الإنفلونزا".

وأوز المولود قبل 64 عاما لأبوين مهاجرين تركيّين حقّق نجّاحا باهرا في عالم التلفزيون لدرجة أنه حاز نجمة على "ممشى المشاهير" في هوليوود.

بالمقابل، فشل هذا الجرّاح في دخول عالم السياسة من بوابة الانتخابات بعد أن ترشّح في 2022 بدعم من ترامب لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية بنسلفانيا.