«قتلى وإخلاءات وسط بيروت».. «معادلة المرة الأولى» تطبع نهاية الحرب

تحولت مشاعر الفرح المشوب بالرجاء التي انتابت اللبنانيين مع توقعات اقتراب نهاية الحرب، إلى هلع وفوضى عمت العاصمة بيروت.

ومع الإعلان عن قرب الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، يُنتظر أن يُصادق عليه الطرفان، عمت أجواء من الفرح العاصمة اللبنانية مساء أمس، لكنها ظلت مشوبة بالحذر من "الشيطان الذي يكمن في التفاصيل"، والرجاء أن تمر الساعات الأخيرة بلا تصعيد كبير.

لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، إذ سيطرت "معادلة المرة الأولى"، على الأمتار الأخيرة من الصراع بين إسرائيل وحزب الله، فباغتت تل أبيب اللبنانيين، بطلب إخلاء مناطق واسعة من وسط بيروت، للمرة الأولى منذ استعار الحرب في سبتمبر/أيلول الماضي.

وللمرة الأولى أيضا، أعلن الجيش الإسرائيلي وصول قواته إلى منطقة "نهر الليطاني"، على بعد 10 كيلومترات من الخط الأزرق الحدودي، وخوض مواجهات وجها لوجه مع عناصر حزب الله.

الحزب من جانبه، التحق هو الآخر بالمعادلة، فأعلن في بيان أنه "للمرة الأولى استهدف بصواريخ نوعية معسكر تدريب لقوات المشاة في "شفي تسيون" جنوبي مدينة نهاريا".

وفي التفاصيل، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن الجيش هاجم بثماني مقاتلات، في عملية استمرت دقيقتين، 20 هدفا في بيروت وضاحيتها الجنوبية، قال إن من بينها أهدافا لإدارة وتخزين أموال، ومركز الوحدة الجوية ومقر استخبارات ومقر قيادة ومستودعات أسلحة وغرفة عمليات ومستودع مدفعية ومباني عسكرية، كلها تابعة لحزب الله.

ونبه سكان لبنان إلى مواصلة الجيش العمل بقوة لتفكيك بنى حزب الله، قبل أن ينشر خريطة بمبانٍ عدة في وسط بيروت طلب إخلاءها فورا، تركزت في مناطق رأس بيروت، المزرعة، مصيطبة، زقاق البلاط.

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، أن غارة إسرائيلية على منطقة النويري في بيروت أدت إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة سبعة وثلاثين آخرين بجروح. وكان أدرعي، أعلن أن قوات الجيش الإسرائيلي وصلت إلى منطقة نهر الليطاني، ونشر صورا وفيديو لما قال إنه تمشيط قوات الجيش الإسرائيلي لمنطقة "وادي السلوقي" ونهر الليطاني.

وتلك هي المرة الأولى منذ العام 2000، حين انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان، التي يصل فيها جنود من الجيش الإسرائيلي على ضفاف الليطاني.

وتأتي تلك التطورات فيما يترقب العالم مصادقة الكابينت على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، خلال اجتماع منعقد الآن في تل أبيب.

ووفقا للمشاورات الجارية فإن الولايات المتحدة الأمريكية، ومعها دول أخرى، ستعلن عن أن الاتصالات التي جرت مع إسرائيل ولبنان أثمرت التوصل إلى اتفاق.

وبعد ضمان موافقة إسرائيل ولبنان على الاتفاق فإن الإعلان سيحدد ساعة الانطلاق لبدء تنفيذ "إعلان وقف الأعمال العدائية والالتزامات ذات الصلة بشأن تعزيز الترتيبات الأمنية وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701".

ومن المقرر أن يصدر عن إسرائيل ولبنان بالتزامن، إعلان عن الالتزام بتنفيذ ما ورد من بنود في الاتفاق.

وكانت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" قالت إن "إسرائيل تعتزم تكثيف ضرباتها على أهداف حزب الله في الجنوب وبيروت لتدمير أكبر قدر ممكن من قدراته قبل إتمام الاتفاق".