خلافات عالمية تعرقل مفاوضات معاهدة الحد من التلوث البلاستيكي

أعلن رئيس المفاوضات للتوصل إلى معاهدة عالمية ضد التلوث البلاستيكي في بوسان بكوريا الجنوبية، الأحد، الفشل في التوصل إلى اتفاق على أن تُستأنف المحادثات في موعد لاحق.

وقال سفير الإكوادور لويس فاياس فالديفييسو لدى افتتاح الجلسة العامة الأخيرة لمفاوضات الأمم المتحدة إن "العديد من القضايا الحاسمة ما زالت تمنعنا من التوصل إلى اتفاق عام. وما زالت هذه القضايا التي لم يتم حلها شائكة، وستكون هناك حاجة إلى مزيد من الوقت لحلها بشكل فعال".

وأضاف "علينا أن نبني على التقدم الذي تم إحرازه (خلال أسبوع من العمل). هناك اتفاق عام على استئناف الجلسة في موعد لاحق".

بعد عامين من المحادثات، كان أمام أكثر من 170 دولة ممثلة في الاجتماع الخامس والأخير من حيث المبدأ للجنة التفاوض الحكومية الدولية لمعاهدة مكافحة التلوث البلاستيكي (INC-5) حتى مساء الأحد للتوصل إلى اتفاق.

قالت وزيرة الطاقة الفرنسية أولغا جيفيرنيه "نحن قلقون بشأن استمرار العرقلة" من جانب بعض الدول المنتجة للنفط.

وتحدث دبلوماسي أوروبي شارك في المفاوضات لوكالة فرانس برس عن مماطلة واجتماعات لا نهاية لها ضمن مجموعات الاتصال المختلفة، استمرت حتى الساعات الأولى من الصباح من دون تحقيق أدنى تقدم.

وقال الدبلوماسي، الذي تحدث شرط عدم الكشف عن هويته، "كان هناك ما يصل إلى 60 مداخلة مدة كل منها خمس دقائق لتغيير جملة بسيطة من مسودة الاتفاق".

وأضاف "نفضل المغادرة من دون اتفاق بدلاً من الخروج باتفاق سيئ".

تزايد الشعور بالإحباط طوال الأسبوع لدى "تحالف الطموحات العالية" الذي يجمع الدول المؤيدة لتبني معاهدة قوية تتناول "دورة حياة" البلاستيك بأكملها، أي بدءا من إنتاج البوليمرات من المنتجات البترولية وحتى إدارة النفايات البلاستيكية.

ويعارض التحالف مجموعة صغيرة ترى أن المعاهدة يجب أن تتناول فقط إدارة النفايات البلاستيكية وإعادة تدويرها.

إلا أن الدول الطموحة أرادت اختتام مؤتمر بوسان بنبرة إيجابية. وقالت رئيسة الوفد الرواندي جولييت كابيرا في الجلسة العامة "لقد أحرزنا تقدما نحن في أمس الحاجة إليه في مجموعة من القضايا التي ستكون حاسمة بالنسبة للمعاهدة لتحقيق هدفها المتمثل في حماية صحة الإنسان والبيئة من الآثار الضارة للتلوث البلاستيكي".

وأضافت "ومع ذلك، فإننا نعرب عن قلقنا العميق بشأن الدعوات المستمرة من مجموعة صغيرة من الدول لإزالة الأحكام الملزمة الضرورية لجعل المعاهدة فعالة".

ودعت كابيرا التي كانت تتحدث نيابة عن مجموعة مكونة من 85 دولة، من جميع المندوبين الذين يشاركونها موقفها الوقوف عند نهاية كلمتها، فقوبلت بتصفيق مدو.

إذا لم يتم القيام بأي شيء، سيتضاعف التلوث البلاستيكي ثلاث مرات في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2060، بعد أن تضاعف الإنتاج العالمي ثلاث مرات إلى 1,2 مليار طن مقابل 460 مليون طن في عام 2019، وفقا لحسابات منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.

من جانبه، أقر عضو في الوفد الإيراني بوجود "فجوة كبيرة" بين مواقف الدول. وقال "ما زلنا مصممين على مواصلة المفاوضات البناءة"، قائلا إنه مستعد لاستئناف المفاوضات في وقت لاحق على أساس مسودة الاتفاق التي تم التفاوض عليها في بوسان.