«انتهاكات» وقف إطلاق النار.. ضغوط فرنسية ولبنانية على إسرائيل

رغم سريان الهدنة يعيش لبنان على وقع "انتهاكات مستمرة" تبررها إسرائيل بـ"مواجهة تهديدات لوقف إطلاق النار"، فيما ترفضها السلطات اللبنانية.

واستهدفت مسيّرة إسرائيلية، الإثنين، مركزا عسكريا في شرق لبنان، ما أسفر عن إصابة جندي بجروح، وفق ما أعلن الجيش، في حين قتل شخص جراء ضربة مماثلة على بلدة قريبة من الحدود، رغم سريان هدنة بين حزب الله وإسرائيل.

وأورد الجيش في بيان "استهدفت مسيّرة للعدو الإسرائيلي جرافة للجيش أثناء تنفيذها أعمال تحصين داخل مركز العبّارة العسكري في منطقة حوش السيد علي في الهرمل، ما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بجروح متوسطة".

وفي وقت لاحق، أفادت وزارة الصحة اللبنانية عن مقتل شخص على الأقل في بلدة مرجعيون جنوبا، جراء ضربة نفذتها مسيّرة على دراجة نارية، وفق الوكالة الوطنية للإعلام.

في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي "هاجمنا مركبات عسكرية في عدد من البنى التحتية المستخدمة لنقل الأسلحة بالقرب من الحدود بين سوريا ولبنان في الهرمل".

وتابع "نحن على علم بالتقارير عن إصابة جندي لبناني في إحدى الهجمات والحادث قيد التحقيق".

بدورها، أبلغت فرنسا إسرائيل بـ"وجوب التزام كل الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان"، وفق فرانس برس.

ويسري منذ فجر الأربعاء وقفا لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، تم التوصل إليه بوساطة أمريكية، وضع حدا لنزاع بدأ في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023 غداة اندلاع الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، إثر فتح حزب الله ما سماها "جبهة إسناد" لغزة من جنوب لبنان.

ومنذ سريان الهدنة تفيد الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان بشكل يومي عن "انتهاكات متواصلة لوقف إطلاق النار" من جانب القوات الإسرائيلية، مع تعرض بلدات، خصوصا الحدودية، لقصف مدفعي ورشقات رشاشة، إذ أصيب ثلاثة أشخاص بينهم طفل السبت بجروح جراء غارة إسرائيلية طالت سيارة في بلدة مجدل زون.

وكان الجيش الإسرائيلي قال، في بيان الأحد، إنه "تحرك في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة بهدف القضاء على تهديدات تشكل انتهاكا لشروط اتفاق وقف إطلاق النار".

وأوضح أن قواته الموجودة في جنوب لبنان "حددت" وأطلقت النار على "العديد من الإرهابيين المسلحين في جوار كنيسة وقضت عليهم".

كذلك لفت إلى العثور على نفق "يحوي أسلحة".

وقبل دخول وقف النار حيز التنفيذ حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن بلاده تحتفظ "بحرية كاملة للتحرك العسكري" في لبنان "إذا انتهك حزب الله الاتفاق وحاول التسلح مجددا".

وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أنه شن غارات جوية عدة على مواقع لحزب الله في لبنان.

وخلال لقائه مجندين جددا، الأحد، أكد نتنياهو أن إسرائيل "تحترم اتفاق وقف إطلاق النار في شكل دقيق"، مضيفا أن "أي انتهاك سيقابل فورا برد شديد".

مراقبة أمريكية

واستقبل قائد الجيش اللبناني جوزيف عون، السبت، الجنرال الأمريكي جاسبر جيفيرز، وتناول البحث "آلية التنسيق بين الأطراف المعنية في الجنوب" بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

ووصل جيفرز، وفق ما أعلنت القيادة الوسطى الأمريكية للشرق الأوسط "سنتكوم"، هذا الأسبوع إلى بيروت، حيث "سيشارك في رئاسة آلية تنفيذ ومراقبة وقف الأعمال القتالية".

في السياق ذاته، قال مكتب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في بيان عبر "فيسبوك"، إن بري طلب من لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار إلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها والانسحاب من الأراضي اللبنانية.