كيف تقرئين القصص لطفلك المصاب بالتوحد بدءاً من عمر الأشهر الأولى

سواء كان طفلك يعاني من اضطراب طيف التوحد الخفيف أو الشديد، فإن جعل القراءة نشاطاً ممتعاً يمكن أن يساعد طفلك على التعلم وزيادة مهاراته الاجتماعية. تعد قراءة الكتب معاً طريقة رائعة للتواصل مع طفلك وإشراكه، وتطوير مهاراته اللغوية والاستماع. حيث يؤثر اضطراب طيف التوحد على طريقة تفاعل طفلك مع المواقف والأشخاص وكيفية نظرته إلى العالم من حوله. غالباً ما يواجه الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد صعوبة في التواصل البصري ومشاركة أفكارهم بالكلمات أو الإيماءات. ومن قصر فترة انتباههم عند قراءة الكتب لهم أو عند القراءة. من المهم محاولة القراءة لفترات قصيرة من الوقت، والإشارة إلى الأشياء وتسميتها أثناء القراءة. استخدمي الكثير من الصور الموجودة في الكتب لسرد القصة، مما يجعلها مثيرة للاهتمام، إليكِ التفاصيل التي ينصحك بها الأطباء والمتخصصون.
قد يقرأ أطفال آخرون مصابون باضطراب طيف التوحد في وقت مبكر جداً ويُظهرون اهتماماً شديداً بموضوعات معينة، ويرغبون في قراءة كل ما يمكنهم حول هذا الموضوع. سواء كان طفلك يعاني من اضطراب طيف التوحد الخفيف أو الشديد، فإن جعل القراءة نشاطاً ممتعاً يمكن أن يساعد طفلك على التعلم ومهارات التواصل الاجتماعي.

إذا كان طفلك يحب الروتين في يومه، فحاولي قراءة كتاب مفضل للمساعدة في تهيئة الجو لوقت القيلولة ووقت النوم. اعملي مع معالج طفلك المهني و/أو معالج النطق لاكتشاف تقنيات استخدام القراءة للمساعدة في تنمية المهارات الاجتماعية والأنشطة الجديدة والانتقالات، لكن إليك بعض النصائح التي يفضل اتباعها.

قومي بإعداد قائمة بالموضوعات والأنشطة والألعاب المفضلة لطفلك يمكن أن تكون هذه متنوعة مثل اللعب بالقطارات أو جمع الطوابع إو إعداد الكعك أو تربية الطيور. يميل الأفراد المصابون بالتوحد إلى أن يكون لديهم اهتمامات محددة ومحددة للغاية. من خلال دمج اهتماماتهم المحددة في أي نشاط تعليمي تقومين به، يمكنك جعل التعلم أكثر إثارة للاهتمام ومتعة.
وبالمثل، فإن إضافة عنصر حسي إلى التعلم يمكن أن يحفز المتعلم. يمكن أن يكون ذلك شيئاً بسيطاً مثل استخدام صناديق حسية أو طاولة خفيفة جنباً إلى جنب مع أنشطة القراءة لتعليم مهارات القراءة.

يميل الأفراد المصابون بالتوحد إلى التعلم من خلال الرؤية. وعندما تضيف عنصراً بصرياً إلى الأنشطة، يصبح التعلم أسهل. بدلاً من العمل على مهارات القراءة باستخدام علم الأصوات، اعملي على تعليم طفلك أو الطالب كيفية التعرف إلى الكلمات الكاملة التي ستظهر مراراً وتكراراً في الكتب.
الكلمات التي يجب حفظها ستشمل الكلمات المفيدة التي تستخدم بانتظام مثل "هذا، أنت، أنا، هم" وما إلى ذلك، بالإضافة إلى الكلمات الضرورية لقراءة النصوص بناءً على الموضوعات التي اخترتها.
يمكن أن تتضمن هذه الكلمات "سيارة"، "قطار"، "طائرة"، "كعكة"، "فتاة"، "فتى"، وما إلى ذلك اعتماداً على القصص التي ستقرأونها معاً.

على الرغم من أن العديد من الأنشطة للأفراد المصابين بالتوحد تستخدم الصور التوضيحية وغيرها من صور التعلم المجردة، لكن يميل الأطفال المصابون بالتوحد إلى مواجهة صعوبة في التمييز بين الصور المجردة، لذا فإن استخدام الصور الحقيقية يجعل التعلم أسهل وأكثر متعة. يمكن أن تساعدك أوراق العمل الخاصة بالتوحد هذه على تعليم مهارات القراءة أيضاً.

قبل تعليم القراءة للأطفال المصابين بالتوحد، يجب التأكد من توافر بعض المهارات الأساسية للقراءة. بالنسبة للفرد المصاب بالتوحد، تتضمن هذه المهارات قدراً كافياً من الاهتمام والتركيز لتعلم مهارات جديدة، والمعرفة الأساسية بالمفردات والذاكرة العاملة والانتباه.

من أجل إبقاء طفلك الصغير مركزاً على النشاط الذي يقرؤه ومنخرطاً فيه، يجب عليك التأكد من جعل التعلم تفاعلياً. اطلبي من طفلك أو الطالب أن يقلب الصفحات. وقومي بتمثيل المشهد الذي تقرآنه.
على سبيل المثال، إذا كنت تقرئين عن طفل يجلس في قطار، فقومي بتمثيل المشهد. عبر إصدار أصوات القطار، "تشو تشو"! اجعلي طفلك الصغير يتفاعل مع محتوى التعلم بأكبر عدد ممكن من الطرق التي يمكنك التفكير فيها لجعل التعلم أكثر متعة وأكثر واقعية.

نظراً لأننا سنقوم بتعليم الأفراد المصابين بالتوحد القراءة باستخدام مطابقة الكلمات الكاملة وحفظها (بدلاً من التدريس الصوتي)، فمن المهم أن يرى الشخص تلك القصص المكتوبة في جميع أنحاء البيئة بشكل منتظم.

يتعلم جميع الأطفال من خلال التكرار، ومع ذلك، فإن التكرار ضروري بشكل خاص للمتعلمين الذين يعانون من اضطراب التوحد. وعند العمل على مهارات القراءة، اقرئي نفس النص أو القصة القصيرة مراراً وتكراراً. ركزي على نفس الاهتمامات مراراً وتكراراً. وقومي بمطابقة وتحديد نفس الكلمات القصيرة عدة مرات طوال اليوم وكل يوم.
سيحتاج طفلك الصغير إلى الكثير من التكرار ليتعلم القراءة. خذي وقتك وتذكري أن الممارسة تؤدي إلى الإتقان.

كما ذكرنا سابقاً، على الرغم من أن أنظمة الصوتيات تعتبر عادةً الطريقة الأفضل لتعليم مهارات القراءة، إلا أنها غالباً لا تكون الطريقة الأفضل للعمل على القراءة مع طفل مصاب بالتوحد.

تذكري أنه عندما تقرئين لطفلك كثيراً وتجمعين وقت القراءة مع وقت العناق واللعب، سيربط طفلك الكتب بالأوقات الممتعة معاً. فيما يلي بعض الأشياء التي يمكنك تجربتها:

كيف أعرف أن طفلي مصاب بالتوحد؟ وكيف أتصرف؟
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.