تأثير هرمون التستوستيرون في استجابة الرجال للتخدير: دراسة جديدة

كشفت دراسة نشرتها مجلة «ساينتيفيك أمريكان» أن الرجال يستجيبون للتخدير بشكل أسرع من النساء، مشيرة إلى دور هرمون التستوستيرون في هذا الاختلاف.

ويعتقد الباحثون أن هرمون التستوستيرون يؤثر بشكل كبير على حساسية الذكور للتخدير العام، مما يعزز الفهم الحالي لاختلاف استجابة الجنسين لهذا النوع من الأدوية.

أحدث الطبيب ويليام مورتون ثورة في مجال الطب عام 1846، عندما نجح في استخدام الأثير كأداة لتخدير المرضى قبل العمليات الجراحية، حيث شهدت تقنيات التخدير تطورًا كبيرًا، حيث أصبح الأطباء قادرين على إجراء مئات الملايين من العمليات الجراحية باستخدام أدوية التخدير العام، التي تؤدي إلى فقدان الوعي من خلال التأثير على منطقة ما تحت المهاد في الدماغ.

ورغم هذه التطورات، لا يزال العلماء يواجهون صعوبة في فهم الآلية الدقيقة التي تعمل بها أدوية التخدير على الدماغ، وفي محاولة لحل هذه المعضلة، أجرى فريق من الباحثين دراسة على الفئران لمعرفة سبب استجابة الذكور والإناث بشكل مختلف للتخدير العام. 

وقد كشفت الدراسة أن هرمون التستوستيرون في أجسام الذكور يعزز من استجابتهم للتخدير، مما يجعلهم أكثر حساسية له مقارنة بالإناث.

في تجربتهم، قام العلماء بتعريض الفئران لجرعات من أدوية تخدير مثل إيزوفلوران وسيفوفلوران، ووجدوا أن ذكور الفئران استغرقوا وقتًا أقل ليخضعوا للتخدير مقارنة بالإناث. 

وقد أظهرت التجارب مع الفئران المخصية أن إزالة التستوستيرون جعل الفئران أقل حساسية للتخدير، بينما أظهر حقن التستوستيرون في الفئران المخصية زيادة في حساسية التخدير، مما أكد دور هذا الهرمون في تعديل استجابة الجسم.

وفقًا لموقع Scientific American يعتقد الباحثون أن هرمون التستوستيرون يلعب دورًا محوريًا في تغيير استجابة الجسم للتخدير، من خلال تحوله إلى إستراديول في الدماغ بواسطة إنزيم الأروماتيز، وهو ما يعزز من تأثير التخدير. 

وأظهرت دراسة مقارنة بين النشاط الدماغي للفئران تحت تأثير التخدير أن الفئران الذكور كانت أكثر عرضة للتأثر في المناطق الدماغية المعنية بالاستيقاظ والنوم، مما يشير إلى أن التستوستيرون قد يساهم بشكل مباشر في تعزيز تأثير التخدير.

عند تحليل الأدبيات السريرية المتعلقة بالبشر، تبين وجود نتائج متناقضة بشأن تأثير التخدير على الجنسين، فبعض الدراسات أظهرت أن النساء يستعدن وعيهن بشكل أسرع مقارنة بالرجال، بينما تشير دراسات أخرى إلى أن الذكور يتأثرون بالتخدير بشكل أسرع.

ومع إعادة تحليل بيانات تجربة سابقة، وجدت الدراسات أن النساء استغرقن وقتًا أطول للوصول إلى حالة التخدير، بينما استعدن وعيهن بسرعة أكبر من الرجال، مما يتماشى مع النتائج التي تم الحصول عليها من الفئران.

تؤكد هذه الدراسات على أهمية أخذ الجنس بعين الاعتبار عند إجراء تجارب التخدير، مع التركيز على دراسة تأثير الهرمونات الجنسية على استجابة الجسم للأدوية المخدرة، وتُعد هذه النتائج خطوة هامة نحو تحسين فهم تأثيرات التخدير بين الجنسين، مع التأكيد على ضرورة اعتبار متغيرات مثل الهرمونات في تطوير أفضل الممارسات الطبية.