التوتر يتصاعد بالصومال.. معارك بين الجيش وقوات من جوبالاند

قال مسؤولون، الأربعاء، إن قتالا اندلع بين قوات من ولاية جوبالاند الصومالية وقوات الحكومة الاتحادية، في تصعيد للتوتر بعد أن أجرت الولاية انتخابات رفضت مقديشو الاعتراف بها.

ونقلت رويترز عن آدن أحمد حاجي مساعد وزير الأمن في جوبالاند قوله خلال مؤتمر صحفي في كسمايو، عاصمة جوبالاند: "هاجمت قوات اتحادية من مقديشو في راس كامبوني قوات جوبالاند صباح اليوم مستخدمة طائرات مسيرة".

ويأتي ذلك الهجوم غداة توجه رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، حسن شيخ محمود، إلى تركيا للقاء رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، في إطار جهود الوساطة التي يقودها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لحل التوترات بين الصومال وإثيوبيا.

ومن المتوقع أن يشارك الوفدان الصومالي والإثيوبي في الجولة الثالثة من المحادثات التي تهدف إلى معالجة النزاع الناتج عن الاتفاق البحري الذي تم توقيعه في الأول من يناير/كانون الثاني بين الحكومة الإثيوبية وإقليم أرض الصومال الانفصالي للحصول على منفذ بحري.

وفي أواخر نوفمبر/تشرين الثاني أعادت جوبالاند، المتاخمة لكينيا وإثيوبيا وهي واحدة من خمس ولايات شبه مستقلة في الصومال، انتخاب الرئيس الإقليمي أحمد محمد إسلام مدوبي لولاية ثالثة.

وتُعد ولاية جوبالاند «سلة غذاء» الصومال، وعاصمتها «كسمايو»، ميناء مهماً من الناحية الاستراتيجية، وتحد ساحلها منطقة بحرية متنازع عليها بشدة، مع وجود مكامن نفط وغاز محتملة، و«يزعم كل من الصومال وكينيا السيادة على هذه المنطقة»، وفق «رويترز».

وفي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، قررت حكومة جوبالاند تعليق العلاقات والتعاون مع مقديشو، بعد خلافات زادت وتيرتها عقب إجراء الانتخابات الرئاسية.

وجاءت انتخابات جوبالاند بعد يومين من مصادقة نواب مجلسي البرلمان الفيدرالي (الشعب والشيوخ) في جلسة مشتركة، على مشروع قانون الانتخابات الوطنية المَعني بإجراء انتخابات بنظام «الصوت الواحد» في البلاد، وهو القانون الذي يرفضه مدوبي الذي يُعد رئيساً لجوبالاند منذ إنشائها عام 2013، ويُعد الأطول بقاءً في كرسي الرئاسة بالمقارنة مع نظرائه في الولايات الإقليمية.

وكان الصومال يعتمد منذ عام 2000 على نظام انتخابات غير مباشرة مبني على المحاصصة القبلية، في ولاياته الخمس، ولتجاوز هذا النظام توصّل «منتدى المجلس التشاوري الوطني» في مايو (أيار) 2023 إلى اتفاق يقضي بإجراء انتخابات مباشرة في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، في عودة إلى آخر انتخابات مباشرة في البلاد عام 1968، لكن لم تُنظم لعدم وجود قوانين للانتخابات، واتفق أعضاؤه على إجراء اقتراع مباشر في سبتمبر (أيلول) 2025، بعد وضع القانون الذي صدر قبل نحو أسبوع.