• دليل المواقع

  • عربي ودولي

    حرب أوكرانيا في 2024.. «حصاد» بين «رهان» و«خذلان»


    835 قراءه

    2024-12-12 13:05:10
    160

    عام اختبرت فيه أوكرانيا جميع «الروشتات» لتتقدم على الأرض ومع ذلك فشلت لتعلق بين رهان جريء لم يثمر وجبهات متعثرة خذلها العتاد والشتاء.

    ففي 2024، حاولت كييف قلب المعادلة الميدانية وكبح التقدم الروسي بهجوم مباغت على منطقة كورسك الحدودية.

    لكن يبدو أن حتى هذا الرهان الجريء الذي كان يهدف إلى إرغام موسكو على تحويل وحدات من قواتها من الشرق الأوكراني، قد فشل.

    ولم يكن الميدان المجال الوحيد الذي ناورت فيه كييف بقوة، بل لعبت على أكثر من نقطة، من أجل كسب التعاطف وضمان استمرار شحنات الدعم العسكري من الحلفاء.

    وطالبت في أكثر من مرة بالانضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وإن بشكل جزئي، مشددة على أن الخطوة تشكل ضمانة أمنية بالنسبة لها ولأوروبا والغرب بشكل عام.

    وفي هذا العام أيضا، حصلت أوكرانيا على أكثر مطالبها إلحاحا، وهو الضوء الأخضر الأمريكي لضرب روسيا بأسلحة واشنطن، في خطوة كشفت تقارير إعلامية أن بريطانيا حذت حذوها.

    لكن لندن لم تؤكد أيا من الأخبار المتداولة بهذا الشأن، كما أن التفويض لم يثمر نتائجها المرجوة بالنسبة لكييف، بل بالعكس، فتح عليها نار غضب روسي بصاروخ باليستي عابر للقارات استهدف أراضيها لأول مرة منذ اندلاع الحرب.

    ولم تكن تلك آخر كوابيس كييف، حيث فاجأها العام في نهايته بعودة مدوية لدونالد ترامب للبيت الأبيض، في حدث يرسم نقطة ارتكاز حادة في الدعم الأمريكي المقدم لها.

    وبذلك، تودع أوكرانيا 2024 بحصاد مرتبك يجمع في طياته خطوات وأحداث اتحدت ضدها لتعزز أسبقية الروس على الميدان وتجبرها على «تنازلات» قد ترسم الطريق نحو مفاوضات تنقذ ما تبقى من جبهات.

    كورسك.. المنعطف

    في أغسطس/آب الماضي، شنت القوات الأوكرانية هجوما مفاجئا على كورسك أجبر آلاف المواطنين الروس على الفرار من المنطقة الحدودية.

    وشكل الهجوم نقطة ارتكاز بالحرب، حيث كانت المرة الأولى منذ اندلاع الحرب التي تتوغل فيها القوات الأوكرانية بالأراضي الروسية.

    في البداية، منح التوغل شبه انطباع بأن كييف قد تغير المعادلة على الأرض، لكن ورغم سيطرتها على بعض القرى، إلا أن الهجوم لم يمنحها أي مجال للتقدم.

    ولاحقا، وتحديدا في نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، قال الجيش الأوكراني إنه يسيطر على 800 كلم مربع من أراضي المنطقة.

    لكن موسكو أعلنت، مؤخرا، أنها استعادت السيطرة على بلدتين في منطقة كورسك بجنوب روسيا، وقالت وزارة الدفاع إن وحداتها "حررت تجمّعي دارينو وبليوخوفو خلال العمليات الهجومية".


    ضوء أخضر بـ«منطقة حمراء»

    قبل أن يغادر جو بايدن البيت الأبيض، قرر رفع القيود التي كانت تمنع أوكرانيا من استخدام الأسلحة التي تزودها بها الولايات المتحدة لضرب عمق الأراضي الروسية.

    وبالفعل، استخدمت أوكرانيا صواريخ "أتاكمز" الأمريكية لضرب الأراضي الروسية مستفيدة من تصريح بايدن.

    وشكل التفويض انقلابا كبيرا في السياسة الأمريكية، فحتى وقت قريب، قاومت إدارة بايدن السماح لكييف بإطلاق صواريخ أمريكية بعيدة المدى على الأراضي الروسية خوفا من أن يؤدي ذلك إلى مواجهة مباشرة مع موسكو.

    ويبدو أن بايدن بقراره ذاك أراد منح كييف الهدية الأخيرة قبيل تسليم الرئاسة لدونالد ترامب الذي ينتقد بشدة المساعدات الأمريكية لكييف.

    وأعرب بعض المسؤولين الأمريكيين عن شكوكهم في أن تساهم هذه الضربات بعيدة المدى في تغيير مسار الحرب.

    لكنهم اعتبروا أن القرار يمكن أن يساعد أوكرانيا في وقت تحقق فيه القوات الروسية مكاسب، كما قد يجعلها في وضع أفضل في حال تدشين مفاوضات لوقف إطلاق النار.

    عندما غضب القيصر

    لم يكن الصاروخ الباليستي العابر للقارات، والذي أطلقته روسيا على أوكرانيا مجرد رد موجه لكييف، وإنما حمل على أجنحته رسائل للحلفاء، وخصوصا لواشنطن.

    استهدف الصاروخ مدينة دنيبرو في صباح باكر من أواخر أيام نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في تصعيد مثل منعطفا بعد إطلاق كييف صواريخ أمريكية طويلة المدى على روسيا.

    وكانت تلك المرة الأولى التي تستخدم فيها موسكو سلاحا مماثلا منذ إطلاق العملية العسكرية في عام 2022.

    في المقابل، رفض الكرملين، الخميس، التعليق على اتهام أوكرانيا لموسكو بإطلاق صاروخ عابر للقارات للمرة الأولى على أراضيها.

    وحينها، جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذيره للدول الغربية من خطوة التفويض، معتبرا أنها ستمثل "مشاركة مباشرة" لحلف الناتو في حرب أوكرانيا.


    أوكرانيا و«الناتو».. الحلم والمعضلة

    في البداية، كانت كييف تطلب انضماما كاملا للناتو، لكن مع خيبتها في الجبهات، اضطرت لتعديل طلبها باستثناء مؤقت للجزء الذي يقع تحت السيطرة الروسية.

    ومع أنه من الناحية النظرية قد يبدو ذلك ممكنا، لكن الواقع يطرح سؤالا جوهريا عما إذا كانت هناك إرادة سياسية بين شركاء الناتو، وخاصة العضو الأكثر أهمية، الولايات المتحدة الأمريكية، لقبول المطلب.

    وتعتبر كييف أن الضمان الوحيد للأمن ولردع روسيا هو العضوية الكاملة في الناتو، لكن قد لا يكون هذا موقف أعضاء الحلف نفسه.

    وفي تقرير سابق، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال»، عن مصادر مقربة من دونالد ترامب، قولها إن الأخير قد يرغب في «تأخير عضوية أوكرانيا لمدة 20 عاما».

    رغم ذلك، يظل من غير الواضح كيف سينفذ الرئيس المنتخب إعلانه عن «قدرته» على إنهاء الحرب الروسية ضد أوكرانيا.

    وعلى الضفة الأخرى، لطالما حذرت روسيا من أن انضمام أوكرانيا للناتو يعني إعلان الحرب عليها، معتبرة أن خطوة مماثلة تشكل تهديدا مباشرا لأمنها.

    وبالفعل، فإن انضمام كييف للحلف يعني تمركزه على الحدود الشرقية لروسيا، وهي نفس المعضلة التي ساهمت بشكل ما في اندلاع الحرب، حيث سبق أن طالب بوتين بضمانات أمنية من الغرب لكنه لم يحصل عليها.


    السلام.. طوق نجاة 

    في 8 ديسمبر/ كانون أول الجاري، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أنه يريد "سلاما مستداما" لبلاده، وذلك غداة لقائه في باريس بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.

    ولطالما عارض زيلينسكي قطعيا تقديم أي تنازلات لبوتين، لكنه ليّن في الأشهر الأخيرة موقفه على خلفية صعوبات يواجهها جيشه على خط الجبهة ومخاوف من تراجع الدعم الغربي.

    وطرح زيلينسكي فكرة تخلي أوكرانيا مؤقتا عن استعادة أراض تسيطر عليها روسيا، نحو 20 بالمئة من مساحة بلاده، مقابل ضمانات أمنية من حلف الناتو وإمداد كييف بأسلحة غربية.

    وقال زيلينسكي غداة اللقاء الثلاثي الذي عقد في باريس "ننشد سلاما عادلا ومستداما، سلاما لا يتمكن الروس من تدميره بعد بضعة أعوام، على غرار ما فعلوا مرارا في السابق".

    وأوضح "عندما نتحدث عن سلام فعال مع روسيا، يجب علينا أولا التحدث عن ضمانات"، وحضّ حلفاءه على "ضمان موثوقية السلام وعدم غض النظر عن احتلال" الأراضي الأوكرانية.

    من جهته، اتّهم الكرملين زيلينسكي بـ"رفض التفاوض" مع بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لافتا إلى أن الرئيس الأوكراني حظر بموجب مرسوم صدر في أكتوبر/ تشرين الأول 2022 أي تواصل مع الرئيس الروسي.

    ودعا الكرملين الرئيس الأوكراني إلى الأخذ في الاعتبار "الوقائع على الأرض" حيث تحقّق القوات الروسية تقدّما على الجبهة منذ مطلع العام رغم التوغل الأوكراني داخل الأراضي الروسية في الصيف.

    وإجمالا، تريد روسيا أن تتخلى أوكرانيا عن أربع مناطق تحتلها جزئيا في شرق البلاد وجنوبها، إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو في العام 2014، ووقف مساعيها للانضمام إلى الناتو، لكن هذه الشروط ترفضها كييف.

    بين الضوء والعتمة

    حتى الأسبوع الأول من ديسمبر/كانون الأول الجاري، أعلن زيلينسكي أن 43 ألف جندي أوكراني قُتلوا في الحرب مع روسيا المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات، وأن حوالي 370 ألفا جرحوا منذ بدء الحرب في فبراير/ شباط 2022.

    أما روسيا فهي لا تعلن عن خسائرها، وتقدّر منصة ميديازونا الإعلامية المستقلة وكذلك بي بي سي بقناتها الروسية الخسائر البشرية لروسيا بأكثر من 82 ألفا.

    والرقم يأتي استنادا إلى معلومات منشورة على غرار البيانات الرسمية وصفحات إعلان الوفيات وايضا تلك التي تعلن على شبكات التواصل الاجتماعي ورصد المقابر.

    لكن الأرقام الحقيقية في ما يتّصل بالخسائر الأوكرانية والروسية على السواء يمكن أن تكون أكبر بكثير، إذ إن ما ينشر على هذا الصعيد لا يأخذ في الاعتبار المفقودين، وفق خبراء.

    aXA6IDIwOC4xMDkuMzIuMjEg جزيرة ام اند امز US


    مشاهدة حرب أوكرانيا في 2024.. «حصاد» بين «رهان» و«خذلان»

    يذكر بـأن الموضوع التابع لـ حرب أوكرانيا في 2024.. «حصاد» بين «رهان» و«خذلان» قد تم نشرة ومتواجد على العين وقد قام فريق التحرير في مصادر 24 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.


    مصادر 24 قارئ إخباري مستقل حيث والمواد الواردة فيه لا تعبر عن رأي الموقع ولا يتحمل اي مسؤولية قانونية عنها  
    جميع الحقوق محفوظة لدى مصادر 24