ترامب يدفع بزوجة ابنه إلى «الشيوخ».. هل يوافق منافسه السابق؟

مع استعداد دونالد ترامب لتولي فترة ولايته الثانية رئيسًا للولايات المتحدة، بدأ الرئيس المنتخب تشكيل إدارته الجديدة، معتمدًا فيها على بعض رجال الأعمال، وأولئك الذين ساندوه في حملته الانتخابية.

إحدى هؤلاء كانت زوجة ابنه، التي يسعى للدفع بها إلى مجلس الشيوخ، إلا أن عقبة تقف في طريق اختياره ممثلة في منافسه السابق على بطاقة الحزب الجمهوري للترشح للرئاسة، وهو حاكم ولاية فلوريدا رون دي سانتيس.

فبحسب مصادر لصحيفة «واشنطن بوست»، فإن الرئيس المنتخب دونالد ترامب أبلغ حاكم ولاية فلوريدا رون دي سانتيس، أنه يريد أن تصبح زوجة ابنه، لارا ترامب، عضو مجلس الشيوخ القادم في الولاية، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كان دي سانتيس سيوافق ويعينها.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن اهتمام لارا ترامب أن تكون بديلا عن السيناتور ماركو روبيو (جمهوري من فلوريدا) - والذي من المقرر أن يصبح وزيرًا للخارجية - يزيد من تعقيد العلاقة المتوترة بالفعل بين ترامب ودي سانتيس، اللذين شنا حملات «قاسية» ضد بعضهما في الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري.

وكان حاكم فلوريدا رون ديسانتيس انسحب من السباق الرئاسي الأمريكي لعام 2024، معلنًا تأييده لدونالد ترامب، لأنه «ليس لديه طريق واضح نحو النصر»، رغم اعتباره -آنذاك- منافسا قويا على ترشيح الحزب.

وبحسب شخص مطلع على تفكيره، والذي تحدث مثل غيره بشرط عدم الكشف عن هويته لوصف المداولات الخاصة، فإن دي سانتيس يفكر بجدية في اختيار لارا ترامب. لكن هذا الشخص يعتقد أن دي سانتيس من المرجح أن يختار شخصًا شغل منصبًا عامًا في فلوريدا.

وأوضح المصدر، أن من بين المرشحين الآخرين المدعي العام للولاية، آشلي مودي، ورئيس مجلس النواب السابق خوسيه أوليفا.

إلا أن راندي فاين عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا، وهو حليف لترامب حصل مؤخرا على موافقة الرئيس المنتخب على الترشح للكونغرس، قال إن «الحاكم لديه خيار. هل يريد إعادة بناء علاقته مع ترامب وإعطاء الرئيس ما يطلبه، أم يريد التحرك في اتجاه مختلف؟ أعتقد أن هناك فرصة حقيقية له إذا اختار دعم اختيار الرئيس».

وقال في مقابلة أجرتها معها وكالة أسوشيتد برس مؤخرا: «هذا أمر سأفكر فيه بجدية»، فيما رفض متحدث باسم دي سانتيس التعليق.

ويبدو أن دي سانتيس نفسه غير مهتم بمجلس الشيوخ، على حد قول العديد من الأشخاص المطلعين على تفكيره، على الرغم من بعض التكهنات بأنه قد يعين مرشحًا نائبًا، والذي من شأنه أن يمهد الطريق له في عام 2026.

وفي الوقت نفسه، طرح ترامب بشكل خاص اسم دي سانتيس كخيار ليحل محل اختياره المثير للجدل لمنصب وزير الدفاع بيت هيجسيث.

لكن فرص هيجسيث تحسنت منذ ناقش ترامب دور وزارة الدفاع مع دي سانتيس الأسبوع الماضي. وأكد ترامب علنًا دعمه لهيجسيث، فيما أشارت عضو مجلس الشيوخ الجمهوري المتشككة - جوني إيرنست من ولاية أيوا - إلى انفتاح جديد على ترشيحه المحتمل بعد أن ضغط عليها أنصار ترامب.

ومن المقرر أن يشغل خليفة روبيو في مجلس الشيوخ لمدة عامين حتى الانتخابات المقبلة في عام 2026. وقال دي سانتيس إنه من المرجح أن يختار بديلا له بحلول أوائل يناير/كانون الثاني. وفي غضون ذلك، أوضحت لارا ترامب اهتمامها بهذا المنصب.

رفضت التكهنات بأنها قد تترشح لمجلس الشيوخ هناك في عام 2022، قائلة في مؤتمر الحزب الجمهوري في ولاية كارولينا الشمالية في عام 2021، إن إنجاب أطفال صغار سيجعل الترشح لمجلس الشيوخ صعبًا: «أنا أقول لا الآن، وليس لا إلى الأبد».

بدأ حلفاء ترامب في الضغط على لارا ترامب لشغل مقعد روبيو في مجلس الشيوخ في وقت مبكر. ودعت النائبة آنا بولينا لونا (جمهورية فلوريدا) دي سانتيس إلى تعيين لارا ترامب قبل أن يعلن الرئيس المنتخب علنًا عن اختيار روبيو لوزارة الخارجية.

وصفها السناتور ريك سكوت (جمهوري فلوريدا) بأنها «الشخص المناسب» للوظيفة الشهر الماضي. كما شارك الجمهوريون خارج فلوريدا في الرأي، فقالت السيناتورة كاتي بويد بريت (جمهورية ألاباما) إن لارا ترامب ستكون «اختيارًا رائعًا».

ولدى دي سانتيس مستقبله الخاص الذي يجب أن يفكر فيه أيضًا، فبحسب شخص ثانٍ مطلع على تفكيره، فإنه مهتم بالعمل كوزير للدفاع ومن المرجح أن يكون منفتحًا على مناصب أخرى رفيعة المستوى في إدارة ترامب في المستقبل.

وأضاف الشخص أنه من الممكن أن يترشح للرئاسة مرة أخرى في عام 2028، لكن من غير المرجح أن يتحدى جيه دي فانس الذي يتمتع بمكانة جيدة وذكر أنه - إذا ترك منصبه العام - سيستمتع بالحصول على برنامج تلفزيوني أو برنامج إذاعي خاص به يناقش السياسة.

ونظر بعض حلفاء دي سانتيس إلى وزارة الدفاع باعتبارها الخطوة المثالية التالية للحاكم، والتي من شأنها أن تبقي خياراته السياسية مفتوحة.

وقال روبرت سالفادور، أحد المتبرعين لدي سانتيس والذي يدير شركة تكنولوجيا: «كانت قدرته على إنجاز أجندته لصالح فلوريدا لا مثيل لها، وأعتقد أن الانضمام إلى حكومة ترامب ووضع نفسه في دائرة الضوء.. يمكن أن يساعده ذلك حقًا على المدى الطويل، سواء في عام 2028 أو على المستوى الوطني بشكل عام».

لكن الجمهوريين الذين دعموا ترشح ديسانتيس للرئاسة يدركون أن فانس هو الوريث الواضح لترامب في الوقت الحالي، ويحظى بدعم قوي من عائلة ترامب.

وقال أحد جامعي التبرعات للحزب الجمهوري الذي دعم دي سانتيس في عام 2024 وتحدث بشرط عدم الكشف عن هويته: «في تجربتي، فإن السياسيين - وخاصة في هذه الأيام - لديهم فترة صلاحية قصيرة جدًا للترشح للرئاسة. كان وقت ماركو روبيو في عام 2016. وكان وقت رون دي سانتيس في عام 2024».