تقع الأم بالعديد من الأخطاء التربوية خلال التعامل مع طفلها بدءًا من مرحلة الرضاعة، ورغم أنها قد تقع بها عن غير قصد، لكنها تترك أثرًا كبيرًا على الطفل وتنعكس آثارها على الأم، ويبدأ البحث عن طرق لعلاجها رغم أن هذه الأخطاء قد تبدو في نظر الأم بسيطة أو أنها ليست أخطاء تحديدًا.
يجب على الأم أن تهتم بكل خطوة تقوم بها مع طفلها في سنتي المهد، وما تحت سن ثلاث سنوات، وذلك لأن هناك الكثير من مظاهر النمو التطورية تتكون وتتشكل عند الطفل، ومنها تعلمه النطق والكلام، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي عارف عبد الله، حيث أشار إلى 3 أخطاء تربوية تقعين بها مع طفلك في عمر أقل من ثلاث سنوات، ومنها أنك تنطقين الكلمات بدلًا منه، إضافة لخطأين هامين يؤثران على حياته مستقبلًا ويجب تصحيح هذه الأخطاء من أجل صحة ونمو طفلك في الآتي:
نطق الكلمات بدلًا منه
رضيع يتعلم النطق
توقفي تمامًا عن عادة تقوم بها بعض الأمهات وهي أن تقوم الأم بدور مفسر لغة الإشارات لطفلها، ولذلك فنرى الأم تقوم بتلبية أي إشارة تصدر عن الطفل، رغم أنها يجب أن تتركه لكي يتعلم النطق والكلام لوحده، ولكنها تقوم بتفسير الإشارات وتلبية رغباته وطلباته بناء عليها، فمثلًا حين يريد أن يشرب الطفل فهو من الطبيعي أن ينظر نحو الماء فتسرع لتقدم له الماء بدلًا من أن تقول له بلغة واضحة ومخارج صحيحة: أريد أن أشرب الماء، وحين تقدمه له تقول له: هذا ماء، ولكنها لا تفعل ذلك على الاطلاق ويبدأ الطفل يمر بحالة من
تأخر النطق واللغة عند الأطفال والتي يكون من أحد أهم اسبابها هو البيئة المحيطة بالطفل.
اهتمي بأن تعلمي طفلك المفردات في سن مبكرة، وكلما وقع نظره على أي شيء سواء كان جمادًا أو حيًا فيجب أن يعرف اسمه، ولا تتركيه يتكلم لغة " الببغاوات" غير المفهومة على الاطلاق، ولا تقومي بترديدها مثله أو إبداء السعادة بها وإخبار الآخرين بأن طفلك ينطق الكلمات بشكل مضحك بالنسبة لك ولهم، ولكن في الحقيقة سوف يتعزز لديه مشكلة هامة وهي تحويله من النطق الخاطئ إلى النطق الصحيح وسوف يستغرق منك ذلك وقتًا وجهدًا وربما احتاج طفلك لعرضه على أخصائي نطق لتعليمه النطق الصحيح؛ لأنك ارتكبت معه هذا الخطأ منذ البداية، خاصة في حال ظهرت لدى طفلك مشكلة مثل التأتأة، فأنت تضحكين وتقلدينه ولا تحاولين أن تصححي معه طريقة النطق، ويعتقد الطفل أن هذه الطريقة صحيحة وتستمر لديه المشكلة إلى ما بعد سن المدرسة.
القيام بالواجبات والمهام بدلًا منه
طفلة تلعب
امنحي طفلك الفرصة لكي يتعلم النظام والترتيب والاعتماد على نفسه، ولا تقومي بمهمات منزلية تخصه بدلًا منه، فمنذ سن مبكرة وحين يبدأ الطفل في اللعب بألعابه الخاصة، فهو يقوم ببعثرة الألعاب في أرضية المكان ويستمر لساعات في اللعب ويكتشف الألعاب في بداية الأمر، حتى يصاب بالملل ويترك كل شيء ويبدأ في طلب الطعام، وهنا تقوم الأم بجمع الألعاب واعادتها إلى الصندوق، وتقع في الخطأ التربوي، وهو عدم تعويد الطفل على الاعتماد على نفسه والاهتمام بالأشياء الخاصة به، والحفاظ عليها وعدم إعادة كل شيء في مكانه، وسوف تجد الأم نتيجة لذلك أن طفلها قد اصبح يرمي ملابسه والزي المدرسي والحذاء في كل مكان، ولا يعيد وضع المتعلقات الخاصة به في أماكنها، وهكذا تكون الأم قد وضعت اللبنة الأولى في
تربية الطفل لكي يصبح طفلًا فوضويًا واتكاليًا.
اهتمي بأن يقوم طفلك بجمع ألعابه في عمر مبكر، فحين تلاحظين أنه انتهى من اللعب اقتربي من ألعابه وقولي له: هيا بنا نجمع الألعاب سويًا ونعيدها إلى الصندوق، وحثي طفلك على أن يضع الألعاب مع مساعدتك، وأثني عليه واشكريه، ويومًا بعد يوم سوف يتعود على أن يفعل ذلك، وطبقي هذه الطريقة في تعويده على الاعتماد على نفسه حين يخلع ملابسه، أو حين تقومين بخلع حذائه فضعيه بين يديه، واطلبي منه أن يضعه في خزانة الأحذية المخصصة، وهكذا وبالتدريج يتخلص طفلك من عادة يمكن أن تتأصل فيه وتكون مزعجة ومرهقة لك ولمن حوله حين يكبر.
حمل الطفل طيلة الوقت وعدم تركه على الأرض
أم تحمل طفلها
توقفي عن حمل طفلك طيلة الوقت لمجرد أنه يبكي ويريد منك أن تحمليه وأنه لا يتوقف عن البكاء إلا حين تحملينه وتظلين واقفة على ساقيك لمدة طويلة، أو تقومين بهزه، فهذه الطريقة هي خطأ تربوي كبير تقعين به ويؤثر على تتطور مهارات طفلك، وكذلك على شخصيته في المستقبل، وقد يظل يعاني من تبعاتها لمدة طويلة، فهناك ضرر تطوري على حمل الطفل وعدم تركه على الأرض، حيث أنه من الضروري أن يجلس الرضيع ويترك على الأرض بمجرد أن يتعلم الجلوس بمفرده، حيث إن جلوس الطفل في عمر ستة أشهر مثلًا، فابتداء من هذه السن يجب أن تختاري مفرشًا لينًا وتضعي طفلك فوقه، وتنثري الألعاب حوله لكي يتطور الطفل في اكتشاف حواسه، وكذلك تطوير مهارات أخرى ومنها الحبو والتقدم للأمام لأن الارض سوف تغريه لكي يتقدم فوقها بعكس وجوده في المشاية أو وجوده محمولًا على كتف الأم، إضافة لما يسببه من آلام في عظام ومفاصل الأم لأن الطفل كلما كبر يزداد وزنه ويصبح حمله متعبًا لأمه.
قومي بوضع طفلك على الأرض وتركه مع شخص آخر بديلا عنك، ولا تعوديه على البقاء معك طيلة الوقت، أو أن يظل محمولًا على كتفك أو جالسًا بين احضانك؛ لأن الطفل سوف يتعرض لما يعرف بظاهرة قلق الانفصال، حيث تصيب الرضع خصوصًا بعد عمر ستة أشهر، وهذه الظاهرة عبارة عن متلازمة تذهب ثم تعود وسوف تتساءلين بحيرة وقلق
كيف تساعدين رضيعك على تجاوز ظاهرة قلق الانفصال وتقليل أعراضها؟ لأن هذه الظاهرة متعبة للأم ولها تبعات على الطفل، ففي حال استمر الطفل ملتصقاً بأمه فقد تظهر عليه هذه الظاهرة حتى حين يصبح أكبر من ثلاث سنوات، فيبكي ويشعر بالخوف والرعب ويملأ الدنيا صراخًا حين تتركه أمه، إضافة لأن بعض الأطفال قد يتعرضون للكوابيس والأحلام المزعجة بسبب قلق الانفصال الذي يصيبهم، ويكون سببه عبارة عن خطأ تربوي اعتقدت الأم أنه بسيط وهم لا زالوا في مرحلة الرضاعة.
قد يهمك أيضا: أفكار تجعل تربية الأطفال أكثر متعة
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.