الملاريا المقاومة للأدوية.. اكتشاف نقطة ضعف جديدة

في خطوة قد تمثل اختراقا طبيا كبيرا، كشف باحثون من جامعة كيس ويسترن ريزيرف عن هدف جديد لمكافحة الملاريا، أحد أبرز أسباب المرض والوفيات عالميا.

المرض الذي يسببه طفيلي "المتصورة المنجلية"، ينقل إلى الإنسان عبر لدغات البعوض المصاب، ويعد مقاوما لمعظم الأدوية المضادة للملاريا، مما يجعل علاجه تحديا كبيرا.

وفي دراسة نشرت في مجلة "ساينس أدفانيس"، أشار الباحثون إلى اكتشاف بروتين يعرف بـ "PfNCR1"، يلعب دورا رئيسيا في إدارة مستويات الكوليسترول داخل الطفيلي.

ووفقا للبروفيسور إدوارد يو، أستاذ علم الأدوية في كلية الطب بجامعة كيس ويسترن ريزيرف والباحث الرئيسي في الدراسة، فإن الطفيلي يحتاج إلى كمية دقيقة من الكوليسترول لينمو ويبقى على قيد الحياة داخل مضيفه.

ويعمل بروتين "PfNCR1" كناقل للكوليسترول، حيث يحافظ على استقرار الغشاء الخلوي للطفيلي، لكن الفريق اكتشف أن مركبا يعرف باسم "MMV009108" قادر على منع هذا البروتين من أداء وظيفته، مما يعطل قدرة الطفيلي على التحكم في مستويات الكوليسترول، وهو ما قد يؤدي إلى قتله.

وعلق البروفيسور يو على أهمية هذا الاكتشاف قائلاً: "يمثل هذا الاختراق خطوة كبيرة نحو تطوير علاجات جديدة للملاريا، وبالتركيز على ( PfNCR1) يمكن للعلماء تصميم أدوية يصعب على الطفيلي تطوير مقاومة ضدها، مما يعزز جهودنا في مكافحة هذا المرض المميت والمستعصي".

ولتحقيق فهم أعمق لدور البروتين PfNCR1، يخطط فريق البحث لدراسة بنيته بشكل مفصل وتحليل كيفية تفاعله مع مثبطات مختلفة، هذه الخطوات قد تمهد الطريق لتصميم أدوية مبتكرة وأكثر فعالية في القضاء على الطفيلي.

ويمثل هذا الاكتشاف بصيص أمل جديد في المعركة المستمرة ضد الملاريا، خاصة للفئات الأكثر عرضة للإصابة مثل النساء الحوامل، النازحين، والأطفال في الدول النامية، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة.