كيف تتغلب الزوجة على تعلقها الشديد بزوجها؟

تعتقد كثير من السيدات بعد الزواج أن حبها لزوجها وولعها وتعلقها الشديد به هو الدافع لكي تعتمد عليه بطول الطريق، فهو الملجأ الآمن والملاذ الكائن، والحصن الحصين الحاضن الذي تستند عليه طوال الوقت، وهو الركن الركين المنيع الذي يحميها من نوائب الدهر وملمات الطريق، ومع الوقت يزيد تعلقها به وحاجتها لوجوده معها، فتعلق الزوجة بزوجها قد يكون أمراً خطيراً يؤثر على الحياة الزوجية، ويؤثر على الزوج شخصياً. فالزوجة لا تترك للزوج أي مجال للتنفس بعيداً عنها، وتظل تطارده وتفرض وجودها عليه بسبب هذا التعلق والذي يتحول لمرضي، مما قد يدفع للمشاكل بالظهور في حياتهما الزوجية بسبب إصرارها على التواجد طوال الوقت معه بكل مكان، بالسياق التالي "سيدتي" التقت خبيرة العلاقات الأسرية حنان قنديل لتدلنا كيف تتغلب الزوجة على تعلقها الشديد (المرضي) بزوجها.

تقول خبيرة العلاقات الأسرية حنان قنديل لـ"سيدتي: "نحن لا ننكر أن الزواج عندما يجمع بين قلبين محبين فهذا أمر رائع ومرغوب، ولا ننكر أن الزوجة من حقها أن تحب زوجها وتتعلق به وتهتم به، كذلك فالزوج ينبغي أن يكون دائماً متواجداً من أجل زوجته وشريكة حياته، وأن يظل متصلاً بها عاطفياً حتى تنمو الرابطة وتكون أقوى مع الوقت، ولكن هذا لا يعني أن يتجاوز الحب المدى، ويصبح تحكماً وتسلطاً وفرضاً للوجود والتواجد طوال الوقت من أي من الطرفين"، فالحب لا يعني تعلق الزوجة بزوجها لدرجة الحصار وألا تترك له مجالاً للتنفس بعيداً عنها، حيث تتحول العلاقة الجميلة لقيد يكبل عنق الزوج ويثقل عليه، وقد يدفعه للمواجهة والرفض أو الاختباء والهروب من هذا القيد الثقيل، وفي كل الحالات هذا الأمر مرفوض تماماً.
قد ترغبين في التعرف إلى: علامات تشير إلى تعلّق زوجكِ بك

تقول حنان: هناك عدد من العلامات الواضحة يمكن اكتشافها والتعرف إليها وتدل على تعلق الزوجة بزوجها، ولتدرك منها إن كانت متعلقة بزوجها تعلقاً مرضياً أم لا ومنها:

السياق التالي يعرفك أسرار تزيد تعلق الزوج بزوجته

تقول حنان: إذا وجد الزوج زوجته بها هذه الصفات أو أغلبها فليعلم أن زوجته متعلقة به بشكل مرضي، فتعلق الزوجة بزوجها يجعلها دائماً ما تحتاج إلى دعمه العاطفي والمادي والمعنوي والفكري على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وهنا يكون الجرس دق وحان الوقت لبعض الحب القاسي. من المهم أن يكون لدى الزوج شعور بالاستقلال فيكسر القيد الذي كبلته به زوجته، ويوقف أنين ضميره الملح بسبب الشعور بالذنب الذي تصر الزوجة أن تضع زوجها في خضمه إذا ابتعد قليلاً وحاول التنفس بعيداً عنها، فهذا النوع من العلاقات غالباً ما يكون مرهقاً ومربكاً، وللتعامل مع قضية تعلق الزوجة بزوجها:
للزوج: من المهم وضع الحدود في وقت مبكر من العلاقة حتى تفهم الزوجة أن حياة زوجها بها الكثير من الأمور وأنها لا تتوقف عند باب عواطفها المتدفقة، كذلك لا بد من التواصل مع الزوجة حول ما يُشعر الزوج بالراحة معه وما يضايقه من قيود تكبل حركته، ولا بد من مناقشة احتياجات كل منكما من العلاقة وبوضوح حتى تضع النقاط على الحروف.
للزوجة: قبل كل شيء لا بد من الاعتراف بتعلقك الشديد أو المرضي بزوجك، وأن هذا الأمر قد يكون له تبعات خطيرة على العلاقة الزوجية بينكما، ومن ثمّ لا بد من إعادة النظر للأمور بطريقة أخرى، فحبك لزوجك ليس قيداً تكبلينه به، فالزوج مثل الطائر الحر الطليق يطير بكل مكان ويعود لعشه ومملكته ولا يمكن أن تقيديه إليك بمشاعرك وعواطفك المتحكمة أو تكبليه بقيود تواجده معك في كل مكان أو تواجده ليتخذ القرارات نيابة عنك، فالحياة بينكما كيان مشترك ولا يجب أن يلقي طرف بكل الأعباء على طرف واحد، واعلمي أن سعادتك ستزيد عندما تدركين أنه هو منْ يبحث عنك ويسعى للتواجد معك، وعندما يتعلق الأمر باتخاذ قرار ما ووجدت أنك بحاجة إليه لمساعدتك اشجبي هذا الأمر وحاولي الاعتماد على نفسك في اتخاذ القرار، ولتقليل الشعور بالخطر حاولي تدارس الأمر من كل الجوانب والتعرف لإيجابيات الموافقة أو الرفض، ومن ثمّ ستحصلين على الجواب الأمثل بدون الرجوع له، واعلمي أن هذا الأمر سيكون تحدياً لتقديرك لذاتك وستكون لديك لحظات من الشك، أو قد ترتكبين أخطاء، ولكن هذا الأمر مقبول، فالطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها تحقيق كونك شخصاً مستقلاً يعتمد على نفسه هي تحمل المسؤولية عن حياتك وعواطفك، كذلك لا بد من إدراك أنه ليس مركز الدائرة التي تدورين حولها فاشغلي نفسك أنت بأمور تخصك أو رياضة مفضلة أو هواية محببة، وأطلقي له العنان لينطلق وينعم بمساحته مع نفسه أو مع الأصدقاء، وهو سيعود لك بلا شك بكل الحب والشوق.
قد ترغبين في التعرف إلى: ما بين الحب والتعلق