هل ضعف حاسة الشم مؤشر على أمراض الأعصاب المبكرة؟

يعاني واحد من كل أربعة أشخاص من ضعف حاسة الشم  عند بلوغهم سن الخمسين، وبعد سن الثمانين  يرتفع هذا الرقم إلى أكثر من النصف. فقدان القدرة على الشم بشكل صحيح يمكن أن يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة،  ويمكن أن يعيق الوظائف الأساسية ويزيد من المخاطر الصحية، وذلك وفقا لما نشره موقع onlymyhealth.

وأشار التقرير، إلى أنه قد يكون ضعف حاسة الشم، والذي غالبًا ما يتم تجاهله باعتباره أمرًا بسيطًا، علامة مبكرة على وجود مشاكل عصبية أو صحية أخرى، وتشير الدراسة إلى أن فقدان حاسة الشم هو مؤشر قوي على التدهور المعرفي ويمكن أن يتنبأ باضطرابات عصبية تنكسية مثل الزهايمر ومرض باركنسون.
وأضاف التقرير، أن تحفيز الشم كالتعرض للروائح اللطيفة، يعزز الذاكرة ويقلل من التهاب الدماغ، ويحسن صحة الدماغ بشكل عام.

خلل حاسة الشم يعد مؤشرًا مبكرًا مهمًا لأمراض عصبية مثل الزهايمر وباركنسون، وهذا غالبًا ما يتنبأ بالأعراض الحركية لمرض باركنسون قبل عدة سنوات ويمكن أن يكون أحد الأعراض العصبية المبكرة لبداية المرض. كما أنه علامة على تطور المرض العصبي.

ففي مرض باركنسون، يُعتقد أن فقدان حاسة الشم قد يحدث قبل أربع سنوات تقريبًا من ظهور الأعراض الأخرى، ويرتبط هذا بانخفاض حجم بصيلة الشم وترسب البروتين الكيميائي ألفا، كما  أن في مرض الزهايمر أيضًا، يُعتقد أن حوالي 90٪ من المرضى يعانون من خلل في حاسة الشم.

فاختبار الشم قد يكون مفيدًا في بعض الأحيان في تحديد المراحل المبكرة من مرض الخرف الباركنسون، وخاصة عند المرضى الذين لديهم تاريخ عائلي من هذه الأمراض.

ويمكن لاختبار خلل حاسة الشم التنبؤ بالأعراض التي قد تظهر بعد سنوات، مما يمهد الطريق للإدارة المبكرة للأعراض لإبطاء تقدم هذه الأمراض العصبية التنكسية.

الأنظمة التشريحية والعوامل البيئية تساهم في الارتباط بين فقدان حاسة الشم والأمراض العصبية، فتشير  الدراسات إلى أن الأفراد الذين يعانون من فقدان القدرة على الشم و هم أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات العصبية التنكسية بنحو 5 إلى 10 مرات.

لذلك، يعد اختبار الشم أداة مهمة لتقييم الوظيفة الإدراكية والحركية فيمرض باركنسون والمرضى المصابين بالزهايمر، مما يساعد في التشخيص المبكر وتحسين نتائج العلاج.

وتسلط الأبحاث الضوء على أهمية حاسة الشم كمؤشر مبكر لأمراض التنكس العصبي مثل الزهايمر وباركنسون، فقد يسبق فقدان حاسة الشم ظهور الأعراض الملحوظة بسنوات، مما يفسح المجال للكشف المبكر عن المرض وإدارته.

إذا كنت أنت أو شخص تعرفه يعاني من خلل مستمر في حاسة الشم، فإن طلب المشورة الطبية والتفكير في إجراء اختبار حاسة الشم يمكن أن يساعدك أو يساعد أحد أحبائك على تجنب التأخير المحتمل في التشخيص.