«B-1» إلى التقاعد.. لماذا تودع أمريكا «القاذفة المميتة»؟

رغم قدراتها الاستثنائية واعتبارها بمثابة «العمود الفقري» لقوة القاذفات بعيدة المدى الأمريكية، إلا أن القوات الجوية الأمريكية، تستعد لتوديع الطائرة B-1 متعددة المهام.

تلك القاذفة «المميتة»، والتي تحمل أكبر حمولة من الأسلحة الموجهة وغير الموجهة بين طائرات سلاح الجو، ستودع في السنوات القليلة المقبلة، القوات الجوية الأمريكية، ليتم التخلص منها تدريجيًا إلى جانب B-2 Spirit ، لصالح B-21 Raider القادمة.

ورغم استعداد واشنطن للمضي قدما في تلك الخطوة حتى الانتهاء منها في 2035، إلا أنه سيكون من الصعب استبدال B-1، على الأقل فيما يتعلق بمواصفاتها، التي تبدو مثيرة للإعجاب.

يقول موقع «ذا ناشيونال إنترست» الأمريكية، إن قدرة B-1 غير الشبحية على البقاء خلف خطوط العدو أصبحت معرضة للخطر، مما يقلل من قيمة القاذفة الاستراتيجية في الصراعات المستقبلية ضد الدول العظمى.

ومن بين القاذفات الاستراتيجية الثلاث الموجودة في مخزون القوات الجوية الأمريكية بي 1 وبي 2، وبي 52، تتميز بي 1 بالعديد من الميزات الاستثنائية:

أولا: أنها أسرع قاذفة في المجموعة؛ فبينما تقتصر سرعات B-2 وB-52 على سرعات دون سرعة الصوت (مقارنة بالطائرة التجارية التي قد تستقلها من نيوارك إلى أوهير)، فإن B-1 قادرة على اختراق حاجز الصوت بسرعة قصوى تبلغ 1.2 ماخ، أو 900 ميل في الساعة.

ثانيا: تتمتع القاذفة بي-1 بأكبر سعة حمولة. فللوهلة الأولى، قد تتوقع أن تكون القاذفة بي-52، بمحركاتها الثمانية، قادرة على حمل حمولة أثقل من أي من معاصريها. لكن القاذفة بي-1 هي التي تستحق التميز بسعة حمولة تبلغ 75 ألف رطل (يمكن للقاذفة بي-52 حمل 70 ألف رطل من الذخائر).

تتمتع القاذفة بي-1، إلى جانب قدرتها على حمل سعة حمولة هائلة، بالقدرة على حمل سعة حمولة متنوعة؛ فيمكن لها التعامل مع الأسلحة الموجهة وغير الموجهة والقنابل والصواريخ - ويمكنها حتى التعامل مع الأسلحة النووية.

ثالثًا، تعد الطائرة B-1 القاذفة الوحيدة (والهيكل الأخير المتبقي من الطائرات) التي تتميز بأجنحة كاسحة. وميزة الأجنحة الكاسح هي بالضبط ما يوحي به اسمها: أجنحة يمكنها الكنس ذهابًا وإيابًا.

وتكمن ميزة الأجنحة الكاسح في القدرة على تغيير شكل الطائرة أثناء الطيران، وبالتالي تغيير خصائص طيران الطائرة.

وبحسب الموقع الأمريكي، فإن الأجنحة المسحوبة للخلف تعمل على تقليل السحب وزيادة السرعة؛ بينما تعمل الأجنحة المسحوبة للأمام على زيادة السحب، وتقليل السرعة، وزيادة الاستقرار، والرفع.

لكن رغم كل المزايا التكنولوجية التي تتمتع بها الطائرة بي-1، فإنها لم تكن مصممة بخصائص التخفي، وهو وضع لم يكن سيئا في سبعينيات القرن العشرين، عندما صمم هيكل الطائرة بي-1، حيث كانت أنظمة الدفاع الجوي أكثر نفاذية وأقل حساسية ـ عندما كانت السرعة الغاشمة قادرة على حل الكثير من المشاكل.

لكن مع تطلع البنتاغون إلى الصراعات المستقبلية المحتملة، ومع أنظمة الدفاع الجوي الأكثر تطوراً من تلك التي واجهتها الطائرة بي-1 في العمليات ضد العراق أو أفغانستان، فمن المرجح أن تنخفض فعالية الطائرة بي-1.

ومن المتوقع أن يتم إخراج الطائرة B-1 من الخدمة في وقت ما قبل عام 2035، مما سيضع نهاية لسجل خدمة مثير للإعجاب على مدار نصف قرن.

aXA6IDIwOC4xMDkuMzIuMjEg

جزيرة ام اند امز