ترامب يفتح أبواب التاريخ أمام صناعة العملات المشفرة

تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بدعم وتعزيز قطاع العملات المشفرة في الولايات المتحدة، حيث يهدف إلى جعل البلاد "عاصمة العملات المشفرة" على مستوى العالم.

هذا الهدف يتضمن إنشاء احتياطي استراتيجي من البيتكوين، وتعزيز تعدين العملات المشفرة، وتحرير القطاع من القيود التنظيمية لتعزيز النمو والتطور.

وفي إطار ركوب موجات أسواق العملات المشفرة، وقبل تنصيبه، كشف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قبل أيام عن عملته المشفرة الخاصة، والتي بيعت بمليارات الدولارات.

وبلغت أكبر عملة مشفرة في العالم، البيتكوين، أعلى مستوى لها على الإطلاق صباح يوم التنصيب متجاوزة 109900 دولار (106485 يورو).

وشهد الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب بيع عملته المشفرة الخاصة بمليارات الدولارات في غضون يومين فقط. وتم تسعير الرمز المسمى ترامب بحوالي 6 دولارات لكنه ارتفع إلى 75.35 دولار، ونحو 80% من هذه العملات مملوكة لشركة CIC Digital LLC، والتي ترتبط مباشرة بأعمال عائلة ترامب.

وتضاءل نجاحها قليلاً عندما ظهرت عملة أخرى يوم الأحد، حيث حذت السيدة الأولى القادمة ميلانيا ترامب حذوها بإطلاقها عملة باسمها. تضاعف سعر الأخير، واكتسبت قيمة سوقية تزيد عن 2 مليار دولار للعملة. وبلغت القيمة الإجمالية لعملة ترامب أكثر من 14 مليار دولارخلال عطلة نهاية الأسبوع، قبل أن تنخفض إلى حوالي 10 مليارات دولار (9.7 مليار يورو) بحلول صباح اليوم الإثنين.

وازدهرت بذلك سوق العملات المشفرة بالآمال في سياسات الرئيس الأمريكي السابع والأربعين الصديقة للعملات المشفرة.

ونقل تحليل نشرته وكالة "رويترز" عن أليكس كوبتسكيفيتش، كبير محللي السوق في شركة اف أكس برو قوله: "شهد سوق العملات المشفرة ارتفاعًا كبيرًا حيث وصل إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 3.72 تريليون دولار القيمة السوقية صباح اليوم الإثنين"، مضيفًا أنه يتوقع المزيد من المكاسب التي تعززها حماسة السوق تجاه الأصول المشفرة.

وكانت عملة البيتكوين في ارتفاع منذ انتخاب ترامب وارتفعت من حوالي 70 ألف دولار في بداية نوفمبر إلى ما يزيد عن 100 ألف دولار (96893 يورو) في شهرين.

وبعد أن كان متشككًا وقال قبل بضع سنوات إن بيتكوين "تبدو وكأنها عملية احتيال"، تبنى ترامب العملات الرقمية بحماس. وأطلق مشروعًا جديدًا للعملات المشفرة وتعهد أثناء حملته الانتخابية باتخاذ خطوات في وقت مبكر من رئاسته لتحويل الولايات المتحدة إلى "عاصمة العملات المشفرة" في العالم.

وأقام لاعبون رئيسيون في الصناعة حفل ترفيه "للاحتفال بأول "رئيس للعملات المشفرة" وتم بيع الحدث بالكامل، حيث تكلف التذاكر عدة آلاف من الدولارات.

وقد أدى تعيين جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس إلى زيادة الحماسة بين المانحين للحملة الانتخابية لترامب من أنصار الصناعة، ولدى المرشح لمنصب نائب الرئيس اهتمام شخصي بالعملات المشفرة، إذ تكشف الوثائق أنه يحمل 250 ألف دولار من العملات الرقمية في بورصة Coinbase.

وكتب سكوت جونسون، الشريك العام في VB Capital on X في وقت سابق إن فانس "ربما يكون أفضل نائب رئيس للعملات المشفرة بفارق كبير"، مضيفاً أن ذلك جعله "المرشح الأوفر حظاً للترشيح في عام 2028".

ونائب الرئيس المنتخب، الذي كان معروفا جيدا بين نخبة وادي السيليكون، عمل سابقا لدى بيتر ثيل، المتبرع الجمهوري ومؤسس شركة بالانتير، في شركته لرأس المال الاستثماري ميثريل كابيتال، وعندما ترشح فانس للكونغرس تبرع ثيل بمبلغ 15 مليون دولار لحملته وقدمه شخصيا إلى ترامب. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في وقت سابق أن ثيل وإيلون ماسك ضغطَا على الرئيس الجمهوري السابق لاختيار فانس نائبا له.

وتضمنت وعوده إنشاء احتياطي استراتيجي للبيتكوين وسن لوائح صديقة للصناعة. كما ان اختيارات ترامب للمناصب الوزارية والتنظيمية الرئيسية مليئة بمؤيدي العملات المشفرة، بما في ذلك اختياره لقيادة وزارتي الخزانة والتجارة ورئيس لجنة الأوراق المالية والبورصة. وقال ترامب لعشاق العملات المشفرة في مؤتمر بيتكوين الصيف الماضي: "ستكونون سعداء جدًا بي".