«تروث سوشيال» وعملة جديدة.. ترامب يعزز مكانته في الإعلام والاقتصاد

منصة "تروث سوشيال" التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شهدت حماسة جديدة بين مستثمري شركة "ترامب للإعلام" بعد إطلاق عملة $Trump.

منصة "تروث سوشيال" هي منصة تواصل اجتماعي أطلقها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب في أكتوبر/تشرين الأول 2021، بعد حظره من منصات التواصل الكبرى مثل تويتر وفيسبوك.

وتم تصميم "تروث سوشيال" كبديل لتلك المنصات، بهدف تمكين المستخدمين من التعبير عن آرائهم بحرية في بيئة أقل رقابة، وتركز المنصة بشكل رئيسي على تقديم منصة تتيح للأفراد، خاصة الذين يشعرون بالتهميش على الشبكات الاجتماعية الكبرى، فرصة للمشاركة في النقاشات السياسية والاجتماعية.

وأثارت المنصة جدلاً واسعاً بخصوص دورها في النقاشات السياسية والاجتماعية، وتستمر في جذب الانتباه باعتبارها مكانًا للتواصل خاصة لأولئك الذين يشعرون بالتهميش على الشبكات الاجتماعية الأخرى.

ولم تعلن المنصة عن عدد مستخدميها النشطين رسميًا، إلا أن التقديرات تشير إلى تجاوزهم 2 مليون، مع توقعات بزيادة العدد إلى 81 مليون مستخدم بحلول 2026.

وأطلق ترامب العملة التي تحمل رمزية سياسية وشخصية، حيث تصور لحظة من محاولة اغتياله في يوليو/تموز الماضي، ما أثار نقاشًا واسعًا بين المؤيدين والخصوم، وحملت آمالًا كبيرة على مستقبل الشركة التي يمتلك فيها ترامب حصة الأغلبية.

وشهدت العملة الرقمية $Trump تفاعلاً كبيرًا فور إطلاقها يوم الجمعة الماضي، حيث ارتفعت قيمتها بشكل سريع، ما يراه العديد من المستثمرين بداية لظاهرة قد تتشابه مع البيتكوين.

العملة الجديدة جاءت لتعزز من القيمة السوقية لشركة "ترامب للإعلام" التي تمتلك منصة "تروث سوشيال"، في وقت يترقب فيه المستثمرون فرص اندماجات كبيرة أو شراكات محتملة مع منصات أخرى مثل "X" (تويتر سابقًا)، ما يفتح المجال أمام الشركة لمنافسة عمالقة التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، الذي يمتلك 3.05 مليار مستخدم نشط شهريًا.

وتشير بعض التحليلات إلى أن العملة الرقمية قد تتحول إلى ظاهرة مشابهة لما حدث مع البيتكوين، خاصة إذا استمرت في جذب المزيد من المستثمرين الذين يرون فيها رمزًا سياسيًا واقتصاديًا يدعم رؤية ترامب.

تمثل شركة "ترامب للإعلام" حجر الزاوية في ثروة الرئيس الأمريكي، حيث تبلغ حصته 53%، بقيمة تصل إلى 4.6 مليار دولار، ويرى المستثمرون في هذه الحصة فرصة استثمارية كبرى، خاصة مع الخطوات الجديدة التي اتخذها ترامب لدعم الشركة. 

هذا الإيمان الراسخ بدور "ترامب للإعلام" يعكس الرهان الكبير الذي يضعه المستثمرون على عودة ترامب إلى الساحة السياسية والاقتصادية، باعتباره شخصية قادرة على قيادة تحولات اقتصادية وسياسية جديدة.

ويلعب المستثمرون الأفراد دورًا محوريًا في دعم أسهم "ترامب للإعلام"، حيث يمثلون أكثر من ربع ملكية الشركة، ويبلغ عددهم حوالي 600 ألف مستثمر، يشكلون قاعدة ولاء غير مسبوقة.

أغلقت أسهم شركة "ترامب للإعلان" يوم الجمعة عند سعر 40.03 دولار، بزيادة 18% منذ الانتخابات الأخيرة، لكنها لا تزال بعيدة عن أعلى مستوياتها التي سجلتها في مارس/آذار الماضي عند 79.38 دولار.

وفي المقابل، انخفضت الأسهم في سبتمبر/أيلول الماضي إلى أدنى مستوياتها عند 11.75 دولار.

القيمة السوقية للشركة تبلغ حاليًا 8.7 مليار دولار، لكنها تواجه ضغوطًا نتيجة الأداء المالي الضعيف. فالشركة سجلت خسائر صافية بقيمة 19.2 مليون دولار خلال الربع الثالث من العام، بينما لم تتجاوز إيراداتها مليون دولار.

عندما غادر ترامب البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2021، كانت قيمته الصافية تُقدر بـ 2.4 مليار دولار، وفقًا لمجلة "فوربس". اليوم، ارتفعت هذه القيمة بشكل كبير إلى 6.7 مليار دولار، مدفوعة بنجاح "ترامب للإعلام" وإطلاق العملة الرقمية $Trump.

وتُشكل العملة الرقمية الجديدة جزءًا كبيرًا من هذا الصعود في ثروة ترامب، إذ تُقدّر القيمة السوقية للعملة الرقمية بـ10.8 مليار دولار، وتمتلك شركة CIC Digital التابعة لمجموعة ترامب حوالي أربعة أخماس هذه الرموز، ما قد يضيف ما يصل إلى 8.2 مليار دولار إضافية إلى ثروته على الورق.