حرائق كاليفورنيا.. موجة ضخمة جديدة تعزز هجرة أثرياء لوس أنجلوس

اندلعت موجة جديدة وضخمة من حرائق الغابات في لوس أنجلوس جنوب كاليفورنيا، الأمر الذي عزز من المخاوف المتعلقة بأن تكون تلك الحرائق أول حدث مناخي ينتج عنه هجرة اضطرارية غير مسبوقة لمتضررين من طبقة الأثرياء.

وحسب صحيفة "غارديان" البريطانية اليوم، فقد اندلع حريق غابات جديد على بعد حوالي 50 ميلاً شمال لوس أنجلوس وأحرق سريعا آلاف الأفدنة.

وانتشرت النيران بسرعة بالقرب من بحيرة كاستايك حيث أتت على 1400 هكتار في أقل من ساعتين، وساعدت رياح قوية حارة وجافة في تأجيجها.

وقد أجبر ما أطلق عليه "حريق هيوز" في منطقة بحيرة كاستايك بمقاطعة لوس أنجلوس السلطات على إخلاء نحو 31 ألف شخص حول البحيرة التي تقع بالقرب من مدينة سانتا كلاريتا.

حرائق كاليفورنيا الضخمة وتجددها، أعاد الأسئلة الصعبة حول ما إذا كان ينبغي إعادة البناء في مناطق الحريق أم لا. وهو السؤال الذي طرحته "بلومبرغ" في تقرير استقصى عن عملية التعافي المتوقعة عقب الحرائق.

واقتبس التقرير من الكاتبة "غايا فينس"، مؤلفة كتاب Nomad Century "قرن الرحالة"، أنه في عصر عدم استقرار المناخ هذا، يجب على الجميع التفكير في مدى استعدادهم ليصبحوا مهاجرين مناخيين.

وفي الولايات المتحدة وحدها، وجد مسح أجراه مكتب الإحصاء أن ما لا يقل عن مليون شخص نزحوا بسبب الكوارث المناخية في عام 2022.

وتقدر المنظمة الدولية للهجرة أنه قد يكون هناك ما يصل إلى مليار مهاجر بيئي حول العالم في غضون الثلاثين عامًا القادمة.

وذكرت بلومبرغ، أنه مع كل عام، ينمو عدد الأشخاص الذين يتخذون قرارات النزوح والهجرة تلك التي يواجهها سكان لوس أنجلوس الآن.

وقالت غايا فينس، إن هذه المؤشرات، دليل آخر على أننا نعيش الآن في عالم مختلف هو (عالم ما بعد تغير المناخ).

وذكرت بلومبرغ، أنه بينما تستمر الحرائق في الاشتعال في لوس أنجلوس، فإن أحد الأسئلة العديدة التي تدور في أذهان الكثيرين هو: ماذا يحدث بعد الكارثة؟ ما الذي سيتم إعادة إعماره وما الذي علينا الا نستثمر فيه مجددا بالإعمار؟. 

من جهته، قال جيك بيتل الخبير من منصة Grist إنه من الصعب أن نجيب على السؤال على وجه اليقين لأن سوق الإسكان التي احترقت في حريق باليساديس على وجه الخصوص، هي واحدة من أكثر الأسواق العقارية قيمة وجاذبية في العالم.

واستطرد: "لكنها تقع أيضا في أحد أكثر التضاريس تعقيدًا، ويمكن أن تكون عملية الترخيص والبناء صعبة حقًا وتستغرق وقتًا طويلاً لأنك تبني على أرض صعبة حقًا، مثل المنحدرات الشديدة، لذا فإن تطوير تلك الأودية أمر صعب حقًا في البداية، وإعادة تطويرها سيكون صعبًا ومكلفًا أيضًا".

وتابع: "في لوس أنجلوس، الأغنياء لديهم أموال أكثر، لذا سيكونون قادرين على إعادة البناء بشكل أسرع. لكن قِلة قليلة من الناس لديهم ما يكفي من المال في متناول أيديهم لإعادة بناء منزل من جيوبهم الخاصة، الأمر الذي قد يدفعهم للهجرة".

وأضاف "إننا تتحدث عن تكاليف إعادة بناء تقترب من مليون دولار في بعض هذه الحالات للمنزل الواحد، لذا فإن الأمر يتلخص في مقدار التأمين، لذا إذا كنت في منزل ربما تبلغ قيمته 600 ألف إلى 700 ألف دولار، فربما يمكنك تغطية ذلك من خلال بوليصة تأمين نموذجية".

ووفق تصريحاتها، ترى فينس أن ما تشهده المدينة، ربما يكون أول مثال على هجرة الأثرياء بسبب المناخ يشهده العالم.

وعللت "فينس" ذلك بقولها، إنه على الرغم من كل القصور الفاخرة التي نتطلع للسكن بها، فإننا في واقع الأمر مجرد كائنات حية تحتاج إلى إيجاد منزل آمن.