ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي

لا يسمي الناس حضرموت بالساحل الشرقي، فاسم حضرموت ضارب بجذوره في أعماق التاريخ. ولا أعتقد أن حضرمياً سيقبل أن يسمي حضرموت بالساحل الشرقي أو يقبل أن يسميها أحد بذلك الاسم، لأنه يترتب على ذلك طمس هوية حضرموت وتاريخها.

بالانتقال إلى تهامة، نجد أن مراكز الهضبة التي تظهر الخلاف في قضايا كثيرة تتفق على تسمية تهامة بالساحل الغربي.

سطت جماعة الحوثي على مستشفى الشهيد العلفي في الحديدة وأسمته مجمع الساحل الغربي وفي كل فعالياتها وأدبياتها وتقاريرها الإعلامية تحاول تكريس هذه التسمية.

كذلك الحال لدى طارق وعمار صالح وفريق الهضبة الآخر معهما في المناطق المحررة جنوب تهامة. يحاولون بلا كلل تكريس هذا المسمى في كل كلماتهم وأنشطتهم وفعالياتهم وأخبارهم، بل إن لديهم موقعاً إلكترونياً أسموه "الساحل الغربي".

هذا الاتفاق على استبدال "تهامة" بـ"الساحل الغربي" بين كلا الطرفين الهضبويين له هدف واضح وهو طمس اسم تهامة واستهداف هويتها. اسم تهامة المذكور في نقوش سبأ وحمير والمعروف منذ القدم لدى البابليين وغيرهم من الحضارات القديمة. عندما ذهب وفد تهامة بقيادة أبي موسى الأشعري ليعلن إسلام تهامة (في الوقت الذي كانت الهضبة لا زالت تحكم حكم الفرس المجوس) ولى رسول الله أبا موسى على "تهامة حتى عدن". وعند دخول صنعاء والهضبة في الإسلام، قسم رسول الله اليمن إلى مخلاف صنعاء ومخلاف "تهامة". وبعد دخول بقية مناطق اليمن، قسمت اليمن إلى ٤ مخاليف: حضرموت، الجند، صنعاء و"تهامة". واستمرت تهامة حاضرة في كل الأزمنة باسمها وكينونتها وخصوصيتها رغم كل محاولات التغييب وتقسيم تهامة التي قامت بها مراكز الهضبة الحاكمة من بعد احتلال تهامة من قبل جيش الإمامة الزيدي في عشرينات القرن الماضي. ولكن رغم تقسيم تهامة على حجة والحديدة وتعز ومحافظات أخرى من قبل مراكز الهضبة حينها، إلا أن اسم تهامة ظل حاضراً كرابط انتماء للتهاميين في تلك المناطق.

يفزع اسم تهامة مراكز الهضبة لأنه يربط شعب تهامة برابط حضاري وثقافي واجتماعي ويشكل لها هاجساً يؤرق مضاجع سيطرتها غير المشروعة وغير المقبولة على تهامة. 

لهذا على أحرار تهامة التصدي لمسمى الساحل الغربي المسموم الذي تريد مراكز الهضبة تسويقه لأغراض سياسية واستحواذية مكشوفة، وعليهم التمسك بقوة باسم تهامة أرض المهد والتاريخ.