|
اخبار محلية
"الأغنيةُ الوطنية" الدلالة الرمزية المتراوحة بين الإرادة والقدرة
- نجلاء الذماري تخلِّد الفنانات اليمنيات الرائدات.. احتفاءً بيوم الأغنية اليمنية
وقد تبازغت أصواتٌ غنائيةٌ يمنيةٌ وتوالت جهودها الفنيةُ كأنصعِ برهانٍ على التحركِ وتلاحقِ المحاولاتِ التي خاضها شعبنا اليمني سياسياً وثقافياً وفنياً.
وقد أثمرت هذه الجهود في تطويرِ الأغنيةِ الوطنيةِ على أكثر من جانبٍ فرديٍّ وجماعيِّ، فكانت محاولاتُ علي الآنسي، في ابتداعِ تجارب جديدة، كما أطلَّ "عطروش" متفرداً بطاقتهِ الصوتيةِ المتوقدةِ من ضميرِ الكلمةِ الملحنةِ واعتمادِ آفاقِ المغايرةِ؛ وكان محمد مرشد ناجي، خيرَ ملتقى لأشتاتِ التراث ومعاصرةِ اللحظةِ الراهنةِ، وتلاحقت أطوارٌ ذاتُ أصالةٍ صوتيةٍ حارةِ الأوتارِ والأحاسيس كـ "أحمد قاسم وأبو بكر سالم وأيوب طارش" ولكلِ واحدٍ منهم بصمتهُ وإضافتهُ فأحمد قاسم تميزَ بافتتاحِ آفاقٍ لحنيةٍ متفردةٍ؛ بينما تميز أبو بكر سالم بـقدرتهِ الفائقةِ على الغناء والتوزيعِ والتلحينِ ومهارتهِ للتنويعِ والانتقال من طبقةٍ إلى أخرى بمنتهى السلاسةِ، كما تميزت تجربته بحنجرةٍ ذهبيةٍ، جعلت من صوتِهِ أندرَ الأصواتِ في العالم، إضافة إلى قدرته العجيبة على تغييرِ درجاتِ صوتِه بشكلٍ موسيقي وكأنهُ مجموعُ آلاتٍ موسيقيةٍ.
أمَّا أيوب طارش فتميزَ عن غيره بخامةٍ ملحنةٍ فأدى صوتهُ كل ما يحسُ وكل ما يوحي إلى سامعهِ محيلاً إلى التراثِ دونما تكريرٍ مسفٍ.
إنَّ جهودَ هؤلاءِ وغيرهم لتؤكدُ على رمزيةِ الأغنيةِ الوطنيةِ وقدرتها المولدة لأكثرِ من سببٍ للتشبثِ بفكرة الدولةِ والمواطنةِ والجمهورية وإن الاحتفاءَ بالأغنيةِ الوطنيةِ إنَّمَا يعني اللهفة والتوق للوطن والمواطنةِ وإنَّ تهميشَ "الأغنية الوطنيةِ" ودلالتها الرمزية إنما المقصودُ من ورائهِ تمجيدُ الفوضى والسماح للبرابرةِ بالعودةِ بنا إلى عصورِ الظلامِ الخانقةِ.