اخبار اليمن : "البرتن يدور".. الغلاء المعيشي عجز عن دثر عادات عدن بتبادل الإفطار

استمر أبناء عدن بإحياء العادة الرمضانية الكريمة "تبادل الإفطار" من خلال زيادة طبخ الطعام عن حاجة الأسرة وتبادله مع جيرانهم وأحبابهم، رغم الظروف المعيشية الصعبة والغلاء المعيشي.

أكد عدنيون أن تبادل الفطور في رمضان بين الجيران والأهل لا يزال مستمراً، وإن كانت الظروف الآن صعبة جراء الغلاء الفاحش، ولكن هذه العادة مستمرة.

"البرتن" يدور 

تميزت البيوت العدنية، بتبادل الطعام في مغرب أيام رمضان، عبر "البرتن" وهو وعاء من الحديد أو الاستيل ذو طوابق عدة، يتم تعبئته بمختلف أنواع الفطور، مثل: (الشوربة، العتر، اللبنية، والمقليات من الباجية والسمبوسة والمدربش والمطبق).

تبدع نساء عدن في طهي الطعام ويتفنن فيه، فالشُوربة كل بيت وله طريقته في عملها، فيما لا تُرد البراتن فاضية أبداً، فتملئ بأفضل مما جاءت به، لم تندثر هذه العادات وإن قَلّت، برغم قلة الماء وانعدام الغاز الذي جعل كثيرا من الأسر تقتصد في طبيخها.

فيما تتميز "المعشرة" الصحن الكبير، بنقل الإفطار للجيران لقرب المكان، والبرتن للمنازل البعيدة فهو يؤدي الغرض.

تبقى مدينة عدن جميلة رغم الألم والمعاناة، والأزمات المفتعلة التي تحيط بها من كل الاتجاهات: غلاء معيشي وانهيار عملة وأزمة غاز وقطع الكهرباء والمياه، وعبث فساد الشرعية بها.

وكانت عدن خاصة من قلبها كريتر وأزقتها استقبلت الشهر الفضيل بتزيين الشوارع بالأضواء والسُرج والرقصات الشعبية التي تخللتها أناشيد ترحيبية برمضان في أغلب الشوارع وفرحة الكبار والأطفال ببركة هذا الشهر، حيث إن لديهم يقينا تاما بأن رمضان يأتي معه كل الخير.