فيديو.. كلارا زيتكين: صوت النساء الذي صنع يوم المرأة العالمي

في كلّ عام يحتفل العالم في 8 مارس بـ يـوم المرأة العالمي، وهو يوم يعكس مسيرة طويلة من النضال والتحديات التي خاضتها النساء؛ للحصول على حقوقهن السياسية والاجتماعية والاقتصادية. لكن كيف بدأ هذا اليوم؟ وما القصة التي تقف وراءه؟ الحقيقة أن هذا اليوم لم يكن وليدَ قرارٍ رسمي أو احتفالية تقليدية؛ بل جاء نتيجة حراك نضالي قوي قادته النساء في أوائل القرن العشرين، وكانت سيدة واحدة هي صاحبة الفكرة التي تحوّلت لاحقاً إلى حدث عالمي يُحتفى به في كلّ مكان.

في 8 مارس 1908 خرجت 15 ألف امرأة في شوارع نيويورك في مسيرة ضخمة، رفعن فيها شعارات تطالب بتحسين ظروف العمل التي كانت قاسية للغاية؛ حيث كانت النساء يعملن لساعات طويلة بأجور زهيدة وفي بيئات غير آمنة. زيادة الأجور والمساواة بين الجنسين؛ إذ كانت المرأة تتقاضى أجراً أقل بكثير من الرجل؛ حتى عند القيام بنفس العمل. والاعتراف بحق المرأة في التصويت، وهو أحد أهم المطالب التي ظلت النساء تحارب من أجلها لعقود.
لم تكن هذه المظاهرات مجرد حدث عابر؛ بل كانت نقطة تحوُّل جوهرية في مسيرة المطالبة بحقوق المرأة؛ حيث ألهمت حركات نسائية في دول أخرى للقيام بخطوات مماثلة. وبدأت موجة من الاحتجاجات النسائية تمتد إلى العديد من العواصم العالمية؛ تمهيداً لإطلاق يوم المرأة العالمي.

إليكم أيضاً أبرزهنّ الأميرة ديانا والأميرة سيريفانافاري: هؤلاء الأميرات هنّ الأكثر تأثيراً في العالم

في عام 1910 انعقد مؤتمر نسائي عالمي في كوبنهاجن، الدانمارك، بمشاركة 100 امرأة من 17 دولة مختلفة، بهدف مناقشة القضايا التي تواجه المرأة عالمياً. وكان من بين أبرز الشخصيات في المؤتمر، الناشطة الألمانية كلارا زيتكين، التي كرّست حياتها للنضال من أجل حقوق المرأة، وكانت تؤمن بأن النساء بحاجة إلى يوم عالمي يخلّد نضالهن ويجدد مطالبهن كلّ عام. استناداً إلى النجاح الذي حققته مظاهرات نيويورك، قدّمت كلارا مقترحاً رسمياً بتخصيص 8 مارس يوماً عالمياً للمرأة؛ بحيث يتم الاحتفال به سنوياً، وتسليط الضوء خلاله على القضايا التي لاتزال النساء تعاني منها، مثل: عدم المساواة في الأجور، والتمييز في فرص العمل والتعليم؛ إضافة إلى العنف ضد المرأة. حظي الاقتراح بتأييد واسع؛ حيث وافقت جميع النساء المشاركات في المؤتمر بالإجماع، وكان ذلك بمثابة إعلان عن ولادة يوم المرأة العالمي.

بعد مرور عام واحد فقط، وتحديداً في 19 مارس 1911، احتفل ملايين الأشخاص في دول مثل: النمسا، الدانمارك، ألمانيا، وسويسرا بـ أول يوم عالمي للمرأة؛ حيث شهدت هذه البلدان مسيرات ضخمة واجتماعات وندوات تهدف إلى رفع الوعي بحقوق النساء، والدعوة إلى تغيير القوانين التي تميّز ضدهن.

في عام 1913 وبعد عدة مناقشات بين الحركات النسوية في مختلف الدول، تم الاتفاق على تحديد يوم 8 مارس رسمياً كموعد ثابت للاحتفال بـ يوم المرأة العالمي؛ ليصبح يوماً عالمياً يعترف به الجميع، ويُخصَّص لتسليط الضوء على الإنجازات التي تحققها المرأة، والتحديات التي لاتزال تواجهها.

مع مرور السنوات، تحوّل اليوم العالمي للمرأة من كونه يوماً احتجاجياً فقط، إلى مناسبة يتم فيها أيضاً الاحتفال بإنجازات النساء في مختلف المجالات، مثل: السياسة، الاقتصاد، العلوم، الرياضة، والفنون. كما باتت الحكومات والمؤسسات الدولية تخصص هذا اليوم لإطلاق مبادرات جديدة لدعم المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين. وفي عام 1975، اعترفت الأمم المتحدة رسمياً بـ 8 مارس يوماً عالمياً للمرأة، وأصبح هذا اليوم من أبرز الفعاليات السنوية التي تُقام في مختلف دول العالم.