• منوعات

    دراسة: أجسام صغار القامة قد تحمل مفتاحًا للأمراض المزمنة


    854 قراءه

    2024-05-07 12:43:15

    دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بأحد مطاعم مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، حيث تعمل ناتالي باولا كاسترو توريس، لا يكفّ الزبائن عن التعليق بشأن قُصر قامتها.

    وقالت توريس البالغة من العمر 42 عاماً: "الناس يحدّقون بي كثيراً، ويطلقون التعليقات أو النكات (عني). في كثير من الأحيان (يلتقطون) لي صورًا ولا أحب ذلك. أنا أشعر بالسوء".

    وبطول يبلغ 127 سنتيمترا، تُعتبر توريس "قصيرة القامة"، ولم تعتد على مثل ردود الفعل تلك. 

    وأثناء نشأتها في مدينة كيتو بالإكوادور، نادرًا ما التفت الناس لطولها، حيث شعرت باحتضان مجتمعها لها، واعتبرت حجمها بمثابة ميزة.

    وأضافت: "أنا أعتبر نفسي محظوظة لأن جسمي يُحميني من الأمراض التي تصيب الآخرين كل يوم. وهذا الطول، رغم كونه مقيدًا، إلا أنه أيضًا نعمة".

    وتعاني توريس من اضطراب نادر يُسمى متلازمة لارون، وهو ناجم عن طفرة جينية. ورغم أنه يعيق نموها إلا أنه يوفر ميزة مخفية، إذ أن جسمها محمي من الأمراض المزمنة مثل السرطان وغيره من الأمراض.

    من جانبه، قال فالتر لونغو، وهو أستاذ علم الشيخوخة والعلوم البيولوجية بجامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجلوس: "أتساءل ماذا سيقول الأشخاص الذين يسخرون من ناتالي، إذا عرفوا أنها تعيش في جسم قد يوفر يومًا ما معلومات حول كيفية عيش حياة أطول خالية من الأمراض".

    وأوضح لونغو، الذي درس متلازمة لارون منذ نحو 20 عاما، أن الدراسات أظهرت "أن الأشخاص الذين يعانون من لارون لديهم معدلات منخفضة للغاية لاحتمال الإصابة بالسرطان، والسكري، والتدهور المعرفي". 

    وأضاف أن "فحوصات الدماغ أظهرت أن لديهم أدمغة أكثر شباباً، أي ما يعادل شخصًا أصغر بـ 20 عامًا". 

    وتابع:"لم أر حتى الآن حالة من مرض الزهايمر لدى هذه الفئة من الأشخاص".

    وبحسب دراسة جديدة نُشرت الجمعة في دورية Med، فإن توريس وغيرها من الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة قد يكون لديهم أيضا حماية من أمراض القلب، حسبما ذكره لونغو.

    وأضاف لونغو، الذي شارك في أحدث الأبحاث: "هذا لا يعني أن لديهم حصانة ضد هذه الأمراض، ولكن من المؤكد أن الأشخاص المصابين بمتلازمة لارون يتمتعون بحماية كبيرة. هذا يظهر مدى قوة هذه الطفرة".

    وقال لونغو إنه قد يكون هناك اليوم ما بين 350 إلى 500 شخص مصاب بمتلازمة لارون في الولايات المتحدة، والإكوادور، وإسرائيل، وكرواتيا وأيرلندا، ودول أوروبية أخرى.

    وفي عام 1987، اكتشف الدكتور خايمي جيفارا أغيري، الذي كان حينها طبيبًا شابًا، مجموعة من حوالي 100 شخص يعانون من متلازمة لارون منتشرين بالمدن الريفية في الإكوادور.

    ويحمل جميع هؤلاء الأشخاص طفرة في جين مستقبلات هرمون النمو البشري، وفقًا لما ذكره بحث جيفارا أغيري.



    مصادر 24 قارئ إخباري مستقل حيث والمواد الواردة فيه لا تعبر عن رأي الموقع ولا يتحمل اي مسؤولية قانونية عنها  
    جميع الحقوق محفوظة لدى مصادر 24